ســـيـدوم مـجـدك يـا شــــام
ســيدومُ مجدُك في العلا يا شــــامُ مـهـما تـقــاطر دونــك الأقـــــزامُ
الأرضُ أرضُ المجدِ تَوْأمَةُ السها وتـحـيـطُ مـعـصـمَ زنـدكِ الأجرامُ
ذبـحــوا الســلام بكل واد حولـنــا بـاسـم الـتحرر ضــُلــِّلَ الـــنـُـوَّامُ
ســيل الأذى مـتـدفـق فـي أرضـنا والناس عـن زجـر الـمسيء نـيام
من أمــة أهــدت إلـيـنـا حـقـدهـــا قـتـلاً يـحـرمــه لـها الإســـــــلام
كان الســـــــلاح هـديــــــة عربية لـلـمـوت يـحـصـدنا به الإجــــرام
هي أمـــــة لا فـخـر في أصلابهـا لا الـكـفـر قــَوَّمـهـم و لا الإسـلام
لـــــو أنـهـــــم خافـوا الإله لأيقنوا أن الـدمـاء عـلى السـيـوف حــرام
و لردهـم هـذا الكتاب عــن الأذى يــؤتـيـه فـيـنا الـبـغـي و الإجـرام
يـتحالـفـون مـع الأعـادي ظـنـهــم بـالـذئب تـأمـن مـكـره الأغـنــــام
بـيـــت الـرذيـلــة يوقفونه مالهـــم ولـنـــــــا يـكون الـمـعول الـهــدام
إنـي أرى صوت الــعـدو مـــردداً بـلـسانـهـم جـهـــــراً فـكـيـف ألام
إن قلت عـاري بـالعروبة قـد غـدا شـؤماً وكـم في حـمـلــه إيــــــلام
إفـــك (الـجزيـرة )فاق كل تصور و كذلك (الـعـربـية) الـمـهــــــدام
ســـاقوا مـن الأحقاد كل سـمومهم قـتلاً يـشـرعــه بـنـا الإعــــــــلام
حلفاؤهـم رســموا مكائـدهـم لـدى سـايكس و بـيـكـو يـبـرأ الإقــــدام
صاغوا لنا الشــرق الجديد ممالكاً لا شرعة فــيــها و لا أحـــــــكـام
فـيـهـا الشـعـوب توزعـت أطيافها جــزراً تــرفـرف فــوقها الأعـلام
فانظر إلى أي الطوائـف تـنـتـمـي و لأي مـشـيـخــــة و أي إمــــــام
هي أمة ضـرب الـعـمى أبصارها وتـعـاقـبـت في جـسـمهـا الأسقـام
لا تـســتـفـيـق لـمحـنــة حاقت بها أو يُـرتـجـى عــزٌ بـها و يُــــــرام
لـكـنـك الشــــام الـتـي لا تـنـحـني لـعـواصــف الأحداث كـيـف تـقام
ووقـفـت وقـفة حـازم ضـربت لـه بـمـرابـع المـجــد الـتـلـيـد خـيـــام
فلقـد أحـاطك عصبة ما ضرَّهـــم حـشد الأعارب ! شبـلهـم ضرغام
يتسـابـقـون إلى حـمـاك كـأنـهــــم لا يـأبـهون الـمــوت وهو حِـمَـــام
يـمـضــون للعلياء جـنـداً تـلـهـــج الإيـمـان حـيـث يـشــده الإقـــــدام
شـهداؤهم صدقــوا بوعـدك حيثما بـذلوا لـك الأرواح حين تـــــــرام
جعلوا الـصـدور دريئـة و ترجلوا كيما يـصـان الأهل و الأرحـــــام
نـالــوا الخلود بطهر روح أزهقت ودم جــرى ظـلـمـاً عـلـيـه سـلام
زُفـــــوا إلـى العلياء حيث مقامهم و الأنبياء ســـــــواء و الإكــــرام
والخارجون على المبادئ حـُقـِّروا نـفـضــت يديها مـنــهــم الآنــــام
بـرؤوســهـم تـلك الـعقول تفسخت و تـقـيـحــت بـقـلوبــهـــــــم أورام
أُجــــراء لـلأعــداء لـن يـتـبــوءوا شـــــــــأواً فــما لـلـخـانعـيـن قـيام
المـفـســدون بـأرضـنـا عــدل لهـم أن يـُـصلـبـوا كي يــوأد الإجــرام
إنـي لأرض الشام يَمَّـمْتُ الســرى مهوى الـنـفـوس تــزفها الأحــلام
ولــك الــوفـــــــاء إذا تقـلَّب خائنٌ والحـر يـأبـى الـبـيـع كـيـف يـسام
إن خــان عـهـدك غـادر فلطالمـــا غـلـب الـشـقـي ونـال مـنه فـصـام
شـــرف العـشـيـرة لا يناله فـاجــرٌ يـضـفى على البلواء مـنـه ضـرام
من سـار في ركب الـعدى بفعـالـه هـانـت عـلـيـه الشــام و هي حرام
لا يـرتـضي الأغـيار في جنـباتهم حــطء الـخؤون فـحـــرزه الأقدام
مـجـــد الحضارة لـم يـقـم إلا على إرث الشــــآم و تـشـهــد الأعــوام
بقلم : د. محمد خالد نصره
الرئيسية 
