سلام الخيار، وغيْرة القرْع بقلم: د. سيد سليم
سلام الخيار، وغيرة القرع…في زمن التخاذل
تحول السلام بطعم الخيار على ألسنة القادة العرب
إلى فاكهة، وتفكه في زمن الخنوع والخضوع،
ولحب الخيار؛ شكا البطيخ، وغار القرع؛
فكانت هذه القصيدة: سلام الخيار، وغيْرة القرْع
يــــا شـعـبـنـا الـعـربــي ذقــــت مَـــــرارا
وصبـرت مــن أجــل الـسـلام مِــرارا
وسـعـيـت فـــي كـــل المـحـافـل بـاحـثـاً
ورجـعـت مـــا قـطـفـت يـــداك ثـمــارا
حكـامـنـا هــــا قــــد كــفــوك مـئـونــةً
أبـشـر فـقـد جعـلـوا الـسـلام خـيـارا
هــو أســرع المـحـصـول فـــي أوطـانـنـا
فــازرعـــه لـــيـــلاً ثــــــم كـــلـــه نـــهـــارا
إنــــي أرى الـبـطـيـخ يـشـكــو حــالــه
والـقـرع مــن فـضـل المحـاسـن غـــارا
وخـيــار جـمــع خـيــارة فــــي عـرفـهــم
إن يـجـمـعـوا شـــــراً فـلــيــس شـــــرارا
جـعـلــوه كــــل سـلاحــنــا وعــدونـــا
بـسـلاحــه كــــم قــــد أبــــاد عــمــارا
وبــكــل أسـلـحــة الــدمـــار يـحـيـطـنـا
ويُـــمــــزق الأطـــفــــال والأشــــجــــارا
ويشـيـب ناصـيـة الـرضـيـع ببـطـشـه
ويــحــيــل مــعــمــور الــحــيــاة دمــــــارا
والــحــرب كــــل خــيـــاره وسـلامــنــا
قــد صـــار فـاكـهـة الجـمـيـع جـهــارا
يـــا طفـلـنـا يـــا مـــن تـجـاهــد دونــنــا
وتــصــد عــنـــا فـــــي الـمـحـافــل عـــــارا
وتـطــيــش لـــــب عـــدونـــا بـبـســالــةٍ
وتــذيــقـــه رغـــــــم الــعــتـــاد مــــــــرارا
إن الـحـجــارة فــــي يــديـــك قـذيــفــةٌ
تـصـلـي الـعــدو مـــع الـتـتــرس نــــارا
يــا طفلـنـا قــد صــرت رعـبـاً للـعـدا
ولجبنـهـم كــم قــد هـتـكـت سـتــارا
وأذقـــنـــه بــــــأس الـمــقــاومــة الـــتــــي
جـعـلــتــه يــبــنــي لـــلأمـــان جـــــــدارا
وكـــم اخـتـرقـت جـــداره وحــصــاره
وكــــأن نـــــورك يـخــطــف الأبــصـــارا
نـظـريـة الأمـــن الـتــي قــــد أســســوا
أفـشـلـتـهـا بــيـــن الـجـمــيــع جـــهـــارا
ما عاق سعيك في الجهاد سلامهم
وسـلاحـهـم كــــم زادكــــم إصــــرارا
قـــد بـعــت نـفـسـك لـلإلــه مـقـاتـلاً
تـحــمــي عـــــن المـتـخـاذلـيـن ذمــــــارا
أبـشــر بـنـصــرٍ أو تــــذوق شــهــادةً
فــــــــي عـــــــــزةٍ لــتــعــانـــق الأبـــــــــرارا
فغداً سيشرق فجـر نصـرٍ فارتقـب
مـــا يـنـطــق الأشــجــار والأحــجــارا
ويـعــم نـصــر الله أرضــــاً شــاهــدت
مــســرى الـنــبــي وأنـجــبــت أحـــــرارا