أتراهن......
أتراهن أنني
كل يوم أراك بلون مختلف
وفكر مشتت
لا يبقى على حاله ثانية..
أتراهن أنني
كل لحظة أقرأ فيك ألف كتاب
وألف فكرة تؤدي إلى داهية..
لماذا تركتني
أظن بك الظنون السيئة
وأنت من أعماقك
تقول أنك شمس ذهبية
وأنك نبع رقراق
للوفاء والحقيقة الصادقة..
يا صاحبي
لم تعد تفرق معنا الحياة
لو صدمونا في اليوم ألف صدمة
أو عاتبونا بعدد شهور السنة
وما حصل
بينها في اللحظة الواحدة
فكل صدمة
تزيد في أجسادنا مناعة
وحصانة
ضد اللوعة والفتنة الواهية
فلا تعتب على الحبيب
وقسوة الدنيا الدنيئة
فكلنا قلوب
بالفتور والنسيان معذبة
مبعثرة الملامح والتفاصيل
على أرصفة الغربة
الآن جئت
تعتب وتهمهم
همهمة الحمائم اليائسة
بأن الغرور والكبرياء والجفوة
حفرت
بين القلوب فجوة عميقة
للهروب من المسائلة
والتقاء النظرات العابرة
أنسيت
أن القلوب العاشقة باتت مكلومة
أصابها سهم قاسي
هشم العقل الرزين والحكمة
أنسيت
أنه أردانا على أرض متصحرة
إلا من الفجور والغفوة الطاعنة
ولغة اللوم والعتاب القاسية
أتنكر الآن أنها الحقيقة المرة
المبعثرة بين سطورنا المترامية
أتنكر
كيف أعدموا على شفتيها
حقيقة النجوم العاشقة
وكيف كسروا المرايا والتذكار
حتى باتت الدروب دامية
أما زلت تتنكر
لكل ما جال في خاطرك
ذات ليلة جامحة
أصبحت
أتمنى أن تعود
تلك اللحظات المتساقطة
علنا نلقي بها على ظلال دروبنا
لتخفينا عن عيونهم الحاسدة
فلا أخفي عليك الحال
وما وصلت إليه القلوب الهائمة
فمهما
كتبت ودلقت الأقلام
لتعبر عن الخلجات الموجوعة
ستبقى كالصرخة المكبوتة
في حنجرة النجوم العاشقة
فلا الليل ناوي تبديد ظلمته الدامسة
لتشرق شمس العهود الصادقة
ولا الغيوم آتية
لتنبت عشب الصحوة الباكرة
فترفق في اللوم والعتاب
ولا تقسو على صاحبه
ترفق بمن أحبه الفؤاد
ليزهو معك بدعوة صادقة
ترفق بمن حولك
لتزهر بالسعادة قلوبهم القاحلة ..
د.يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر