من وحي الفصول
الشاعر خالد اغباريه
تخيّلي لو التقينا بعد غياب
برحلةٍ بليلةٍ ماطرة
أجلسُ بجانبك ..
على متن قطار .
هل تتخيلين محورَ حديثِنا
عليك أن تعرفي
أن روحي تعلقت بك
وأن قلبي وأنا .. نراقبُ هذا السحرَ العجيب .
لم أشعرْ أبدًا أني أمشي بقدميّ
بل قلبي من كان يمشي
كثيرًا أرهقني ذلك
لقد أوصلني لحدودٍ ومسافاتٍ بعيدةٍ عن واقعي .
همسُك كان دافئا
كأنه يداوي جرحَ قلبي
ونقّارُ الخشبِ كان جاثمًا على صدري ..
من يخبرُهُ أن أضلاعي ليست أغصانَ شجر
باردةً كالشتاء
خلفُها قلبٌ ربيعيّ
كشجرةٍ خريفيةِ الانتماء
لا تُحكِمُ بقبضتها
على الأوراقِ المصفرّةِ الآيلةِ للسقوط
شجرةُ روحُها لا تنحني
لا يخيفُها تخلّي أوراقُها عنها
فإيمانُها بربيعِ الخضرة آت
وكشمسٍ صيفيةٍ تلتهبُ بوهجِها إن غضبت
وكلُّ تناقضاتِ الكون بها
تُبرقُ..، تعصفُ..، تهدأُ..، تزهر.. ،
تجفُّ وتلمع
تجمعُ بين هدوء الليلِ وتمردِّ العاصفة
تدمعُ بفرحٍ وتضحكُ لحزن
ورحلتِ أنتِ
والزمانُ لم يتوقف من حينها
فأنا الذي توقَّفَ عنده
وأيقنتُ يومَها أنَّ النصفُ الأخضرِ من العمر
قد اشتعل