من نافذة غرفتي / د. الشاعر السوري منذر قدسي
................. .
في فندقي الذي جلست فيه في غربتي
جلست على شرفتي أراقب البحر
وسكوت أحاط بالمكان
والسماء أصابها الصفاء
حتى أصوات الزفرات لم يعد لها مكان
أشرب فنجان قهوتي وغربتي تناقش وحدتي
تسألها عن يوم العودة والاجتماع
عن أرض سميت وطن
أشعلت سيجارتي التي كانت تؤنس وحدتي
وبدأ صراع الكلام
ووحدتي تعاتب غربتي
وغربتي تعاتب وحدتي
وأنا في وسطهم كمن يرى حلما وهو في المنام
وبدأ البحر يموج وزاد النقاش
وصار العتاب قتال
وهول كل شيء أصبح يجول في خاطري
وموج البحر يلطم في راحتيه على خدي الرمال
وانتهى الجدال وعرفت أن الغربة اتتصرت
لأن سفينتي التي كانت تسير في البحر كسرت
ورماها الموج على شاطئ الأحزان
ولم يبقى لها عيون أو ضحكات أو ابتسام
فقدت كل شيء
أكون أو لا أكون
صبرت على غربتي بدخان عربي وفنجان قهوتي
لم استطع في غربتي أن انسى جدتي
أو اخرج من أبناء جلدتي
لم استطع أن اغير ولائي العربي
وبدأ حلم العودة يتشتت
نامت الأمواج وصمت البحر
وعرفت أن طريقي يرسمه القدر
ولكني لازلت عربي
في دخاني
في قهوتي
في طهارتي
في وطني
في صمتي
في عروبتي
....................
منذر قدسي