في ذكرى المولد النبويّ الشّريف
صلّى عليك اللهُ يا خيرَ الورى
والكونُ بعدَ ظلامهِ قد نوّرا
أنتَ البشيرُ إذا عمِلنا صالحاً
وكذا النّذيرَ إذا اقترفنا مُنْكَرا
قد جِئتَ للدّنيا ولا أبَ يُرْتَجى
ولعلَّ ذاكَ لحكمةٍ فيما جرى
أخذَتْ فضائلُكَ الكريمةُ تنجلي
قالوا: أمينٌ حكّموهُ وقُدِّرا
ومضى يُجيلُ الطَّرْفَ في آفاقِهِ
مُتأمِّلاً في الكونِ مَن ذا دبَّرا
في الغارِ يعتزِلُ الأنامَ فجاءَهُ
جبريلُ: اقرأْ والملاكُ بِها انبرى
إنّي أنا الأمِّيُّ لستُ بِقارئٍ
وأعادَها جبريلُ يتلو مُخْبِرا
اقرأْ وباسمِِ اللهِ مَنْ خلقَ الدُّنا
واختاركم لِرِسالةٍ تَهدي الورى
ويعودُ مُضْنىً يا خديجةُ دثِّري
نزلَ الملاكُ لِنَسْأَلَنْ أمَّ القرى
هتفَ ابنُ نَوْفلَ يا جديجةُ أبشِري
فمحمّدٌ هادي الخليقةِ في الذُّرى
بدأَ الرّسولُ بِدَعْوةٍ لِأقارِبٍ
في السرِّ خوفاً فالجهولُ تجبَّرا
طوبى أبا بكرٍ قبِلْتَ مُصَدِّقاً
وشَدَدْتَ أزْرَ نبيِّنا منذُ السُّرى
يدْعو وأصحابُ الجهالةِ كم طغَوْا
مَنْ أسلموا نالوا عذاباً مُحْضَرا
كانوا ضعافاً ثمَّ قوّى جمعَهمْ
عُمَرٌ وحمزةُ أسلما وتَنَمّرا
وازدادَ جمعُ المسلمينَ وما نجَوْا
مِن بطشِ جبّارٍ تكبَّرَ وافتَرى
هجروا الدِّيارَ ولِلْمدينةِ هاجَروا
ذي بيعَةِ الأنصارِ وثّقَتِ العُرى
والبدرُ يطْلُعُ والخلائقُ تزْدَهي
والخيرُ والبركاتُ صافحَتِ الثّرى
نُصِروا بِبَدرٍ والملائكُ ناصِرٌ
فئةٌ وتغلبُ جحفلاً قد عسكَرا
وتوالتِ الغزَواتُ يُنْصَرُ دينُنا
واللهُ شاءَ لِدينِنا أنْ يظْهَرا
فتحٌ مُبينٌ عودةٌ محمودةٌ
هُبَلٌ تحطَّمَ بالهوانِ تكسَّرا
ودعا بلالٌ للصّلاةِ مُؤَذِّناً
وعلا نِداؤُهُ في السّماءِ مُكَبِّرا
* * * * *
يا ربِّ فَلْتَنصُرْ عبادَكَ ..خصمُنا
في المسجدِ الأقصى الزّنيمُ استنْسَرا
والأهلُ أبطالٌ بأرضي قاوَموا
ضحَّوْا وكم لاقَوْا مصيراً أغبَرا
يا ربِّ إنَّكَ قد وعَدْتَ بِنَصْرِهِم
يا ربِّ..وعْدَكَ..كي نعِزَّ ونثْأَرا