دمشق خافق القلب / د. منذر قدسي
.......................
سرت في دمشق بين أحيائها
ودورها
أسأل عن المدينة القديمة
وسورها
ابحث عن نبع بردى وكيف
حالها
وعن بياض عيونها
وحورها
عن قلعة الصمود التي
يحاولون
قنصها
عن ياسمينها الذي فرطوا
بطوقه
عن مخادع السلام التي
احرقت
مرابعها
وبين أنياب الضباع الذي
تقاسموا
ارضها
ومزقوا الأعلام التي رفعت على
قممها
و رأيت العنكبوت كيف بنى
شباكه
ونمت السراخس والاشنيات
وبعض من خربشات الهموم
على
حيطانها
واغصان شجر الرمان
قد تعرت
وطرحت الثمار من على
اغصانها
واعاد التتار والمفعول
تاريخهم البغيض
وطاف الغربان في
فضاءها
في الشام تعفنت رائحة
الياسمين
وزبل زهر البيلسان وعرش
الزمان
على خاصرة الزمان
واسترخى الشعر الاسود على
اكتافها
واحرقت في ساحاتها الهوية
ولهيب يطوف كالبركان في
مدارها
وفي سوقها القديم الذي بني
من
الأزل
مالت حيطانها
و اسقطت احجارها
وتقرقعت خيام صنعت من
عصر
قابيل
خوفا من أن يصيبها الهزيان
حين
قطافها
في الشام الف طفل يقفون
على
مفارق الطرقات يحملون في
اشداقهم الف حكاية وحكايات
عن عنترة وعروة
وعن الزير سالم
وقصة سيدنا موسى وعصاه
والثعبان وكيف لف على
جيدها
هل نسيتم دمشق وتجارها
وطريق
الحرير وآثارها
هل نسيتم الجامع الأموي
وكيف المآذن تعانق الكنائس
وصليبها
يحمل عبق الماضي واذا ما لامست
اثارها تنبت على اصابعك
حضارتها
وكيف جبل قاسيون يطل بطلعته
يترئ لك ان النجم من هناك
تمسكه ويمسكها
فتداعبه ويداعبها
هذه دمشق بلاد العرب أوطاني
من الشام الى الشام
هذه دمشق لاتموت ولا تسجن
في التابوت
ستبقى تفيض انوارها
هي ارض الليمون والزيتون
والتوت
هي مدينة المساجد والكنائس
قد كتب بحروف مسمارية
على أبوابها
كل من دخلها غازي خرج عاريا
وكتب على جبينها الانتصار
وكان نصيبي
عشقها
.... .........
منذر قدسي