توجه الثلاثاء الفكري لهذا الاسبوع بسؤاله للدكتور
نبيل العريقي
العرب والسياسة أين الخلل؟؟
الدين ام العادات ام الموروث؟؟
فكان الرد
~~
العرب والسياسة أين الخلل ؟؟
الدين ام العادات ام الموروث؟؟
أ.د.نبيل العريقي
■مراحل الانتقال السياسي :
ما يقال عن نهاية مرحلة وبداية أخرى تنسج أطيافها من خارطة العراق بعد العدوان والاحتلال هو قول هلامي لا يعبر عن تداعيات الأحداث وحقائقها المبدئية والتي تشير إلى حدوث العدوان وحصول الاحتلال.. لكن ما حدث لم يستوعبه العرب ولم يدركوا أبعاده وأن ما حصل في العراق ما هو إلا البداية وليس النهاية لأحداث قادمة ستطالهم قبل غيرهم.
برغم سقوط بغداد المفترض كان هناك العديد من المتساقطين إذ سقطت الجامعة العربية ومعها سقط النظام العربي قبل ساحة الفردوس وسقط مجلس الأمن الدولي ومعه الأمم المتحدة بكل تشريعاتها وأعرافها ونواميسها كما سقطت منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي وحركة عدم الانحياز.
باختصار إذا جاز لنا القول أنه قبل هذا السقوط كان قد حدث سقوط أكبر ومريع ومرعب أدى إلى فقدان العالم المتحضر قبل المتخلف لكل القيم والمبادئ والأعراف والأخلاقيات الإنسانية والحضارية وقد كشفت لنا الأحداث المتلاحقة في الوطن الغربي المؤلمة منها والدامية مدى درجة الانحطاط التي بلغها العالم الذي أثبت أن التطورات العلمية وتقنية التواصل والاتصال لا تعني إنسانية السلوك البشري وحضارته.
بل أكدت الأحداث أن التطور المادي قد يولد سلوكاً بربرياً لا يخلو من الوقاحة والهمجية ويتضح هذا جلياً في تعاطي المجتمع الدولي مع عدوان حلف شمال الأطلسي على العراق دونما أدلة أو براهين .
اليوم يعيد التاريخ نفسه وهاهم مجرمو الأمس يخرجون بكذبهم وتضليلهم وزيف افتراءاتهم بالمبررات التي اتخذوها لشن حرب عدوانية ضد الشقيقة سورية واليمن وتدميرهما أمام العالم بكل مؤسساته ومرجعياته.
إذا هل ثمة إمكانية للاستقرار في عالم بلا أخلاق عالم يعيش في أدنى بقاع الانحطاط بعد أن تم تجريده من كل القيم الإنسانية وتعريته من كل المقومات الحضارية والدينية .. عالم قرر أن يفشل مراراً وتكراراً في وقف العدوان وأخفق في تقديم أدلة دامغة تبرر العدوان على دولة ذات سيادة.
إن الدعوة بشن عدوان على سورية واليمن إنما قام على الكذب والتزوير والتضليل وهو بمثابة لعنة على من سيقوم به ولعنة على من يصمت عليه ووصمة عار لن تمحى من جبين الإنسانية المنحطة التي أحرقت كل قيمها الحضارية.
قد لا نختلف أن الصمت العربي على الكذب الأمريكي الأوروبي يعد فعلاً أقبح من الصمت على دعوات الحشد قبل العدوان ذاته على اعتبار أن التضليل الإعلامي والتسريبات المرافقة لحملة العدوان قد كشفت المستور والزيف الهادف لشن العدوان .
إن العالم والعرب على وجه التحديد بحاجة إلى وقفة أخلاقية وإنسانية أكثر تحضراً وقفة مجبولة بقدر من القيم والسلوكيات الدالة على وجود عالم يحترم نفسه عالم مسكون بإنسانيته يعطي اعتباراً لمنظومة النواميس والقوانين الدولية يكون بمقدورها إعادة الثقة الإنسانية وإقناعها بوجود عدالة دولية لا تقوم على هيمنة قوانين الغاب المسطورة بحبر الكذب والزيف والتضليل الأمريكي والأوروبي والصهيوني.
في الأخير اسمحوا لي فقط من باب التذكير أقول أن السقوط الأخلاقي للمجتمع والعرب والمسلمين سوف يتبعه السقوط المادي لا محالة إلا أن الصمت على الباطل دافع للاستمرار فيه وعليه يجب أن تعلم الدول التي تدعم العدوان بأنها ستجد نفسها تدفع فاتورة تخاذلها علنا من غير نصير أو أنصار أو حتى من يتحسر عليها .
■ الاغتيال السياسيوالارهاب :
تحتل قضية التدقيق في معاني ومصطلحات الفوضى الخلاقة سلم الاولوية في الدراسات والبحوث الاستراتيجية وحيزا مهما عند الباحثين في الجماعات والأحزاب المتطرفة وفي وسائل الاعلام المختلفة التي تم تجهيزها سلفاً لكل المستلزمات التقنية والفنية والكوادر المتخصصة في ادارة الاحداث والتي تم اعدادها وتدريبها في أرقى الاكاديميات والمعاهد والمراكز الصهوينية والصليبية وبتمويل عربي كذلك التدقيق في معاني ودلالة الفاظ لمصطلحي: الاغتيال السياسي والارهاب وبعد رحلة طويلة في القواميس للبحث عن الفروق بين المصطلحين أخلص إلى القول أن الاغتيال السياسي ـ يعني ارتكاب عملية قتل فردية أو جماعية بهدف إثارة الرأى العام ضد النظام القائم أو تصفية خصم أو خصوم تحت مبرارات أو مسوغات محددة.. أما الإرهاب فهو استخدام العنف أو القتل في مواجهة خلافات سياسية أو دينية أو ايديولوجية، وذلك عبر إحداث حالة من الفزع العام يصيب المجتمع أو الطرف الآخر الذي يراد تدميره، وقد عرفت دول الربيع العربي هذا النوع من الاغتيال السياسي والإرهاب منذ بداية العقد الثاني للقرن الواحد والعشرين الذي شهد العديد من عمليات الاغتيالات السياسية والارهاب وسقوط القيم النبيلة تمريراً لهذا المخطط الاجرامي الذي لا بد له من بداية في نشر ثقافة الكراهية وإراقة الدماء وافتعال الازمات.
ويأتي الاغتيال السياسي في مثل هذه الحالات عادة كتعبير عن يأس أفراد أو جماعة سياسية أو دول من القدرة على تحقيق أهدافها تلك بالطرق المشروعة أما الارهاب وممارسته فقد ارتدى ومنذ الوهلة الأولى من تلك الفترة زيا اسلامياً بحتاً لا صلة له كلياً بصحيح مطالب الشباب والتي تم استغلالها ومن ثم السيطرة عليها وتجييرها لصالح حكم العسكر والنفوذ القبلي والاخوان بما يسمى بالتحالف النوفمبري السلطوي.
فمن أين يأتي الاغتيال السياسي والإرهاب اذن؟ أجيب ببساطة شديدة من تسييس الدين ومن محاولة فئة أو جماعة تحقيق مصالحها وأهدافها السياسية عبر استخدام الشعارات الدينية العاطفية لإقناع الرأي العام
■ أمركة العالم :
هذا هو الدمار المرتدي ثوب التقوى والحرية تستوي فيه كل الثقافات الإنسانية وغير الإنسانية بما فيها ثقافات الهلع والخوف من الابتلاع الثقافي العالمي باسم العولمة والحداثة والذي أصاب بلادنا وأشعرنا بطغيان الأمركة على تفكيرنا ونمط حياتنا وأذواقنا وسلوكنا.
كلنا يعرف أن أمركة العالم وتحديداً الدول العربية تقوم على الفردية
الرئيسية 
