(((...القلم الرعوف!!!..))) / د. حسن عبد الحميد حسين
********************
أربعة عقودٍ تبخّرت!
وهو يتأمّل سماء شعوره المتوسّعة أبداً ..
تُرهقه الفوضى الخلّاقة كمبدعٍ عبقريٍّ يبحث في مرسَمه المُتناثر جُزُراً من اللوحات الغامضة هنا.. وهناك ... وهنالك!
علّه يجدُ بينها لوحةً شاملةً كاملةً..تُشهده سكينةَ نفسه الأبديّه!!
عبثاً ظلّ باحثاً!!..
طفولةٌ مشرَّدةٌ... معذّبه!؟...
جلبابُها الخوف!..وخوانُها الحرمانُ!!..وفراشها المجهول ..ووسادُها القلق..وكؤوسها تراتيلُ صدى!!!
شبيبةٌ أنهكها التعبُ زاهيةُ الأحلام عذبةُ الأمنيات..كسرابٍ بقيعة...!!!
قلبُه النابضُ شوقاً وعشقاً..ما دام يمتصُّ أمطارَ الحزن السوداء اسفنجةً مُقتدرةً...لمّا ترتوي بعد!!
روحُه الهائمةُ تتمزّق بين آمالٍ أبعد من المدى!!..وأجنحةٍ متكسّرةٍ واهيةٍ بلّلها دُرّ النّدى!!!
لا يدري للآن كيف أسعفه صبرُه الأيوبيُّ عمراً وهو السابحُ رغماً في بحرٍ لجّيٍّ من فوقه ظلماتٌ بعضها فوق بعض... من فوقها سحابٌ داكنٌ مركوم!!
كلّما سطع شحيحُ نجمٍ لم يكد يراه حتّى يتلفّعَ بعباءة الليل البهيم!
لينتظرَ من جديدٍ إشراقةَ نجمٍ عتيد!
لقد حملهُ الألمُ طويلاً جدّاً.. كأمٍ رؤوم!..رؤوف!!..
فوُلِدَ قلماً!.. سمَّوه (الرّعوف!)
فكان إحدى العجائب الغرائب!
فدمُه المدرارُ الفوّار ما زال جارياً سارياً
جداولَ ضياءٍ وشذى!!
خُيّل إليه - وربّما أُوحيَ – أن ما يجري مِراراً ومَراراً في نفسه هو استعادةٌ لولادةٍ!
شبيهةٌ بولادة الكون العظيم!
من العماء والعدم والظلام..
إلى النور والجمال في نظام مُستدام!!!
وهذا هو أمله الوحيد العنيد!!
الذي يهبه كمالَ المعنى في حياةٍ حرّكها العذاب كدوائر الماء في بحيرة اللامعنى!!
.........................
المحب
حسن عبد الحميد حسين