برد الانتظار
الشاعر خالد اغباريه
ذات ليلة ليلاء
ذات قمر ونجم
وهواء قارس
كنت أرقبها
كان موعد رحيل
مع بزوغ فجر
حيث ساعة فراق
مكتظة بدموع حسرة
وكانت هي القديمة الجديدة
وأينما كانت
كانت تلاحقها القصيدة
ذات ليلة ظلماء
ذات ريح هوجاء
وعصف ومطر
كنت أرقب روحي الغائبة
من سنين
كان موعد لقاء
في محطة انتظار
مكتظة بصمت وحنين
وساعة كبيرة معلقة مبتلة
تشير لتلاحم الحروف
لتكتب قصيدة
فينساب فجأة برد الانتظار
في معطف جوفي
فأدرك أنني أتلحف بالوهم
وروحي مكبلة بالحنين
من بعد فراق
وفي كل خطوة
يكويني الحنين
فتتوارى الشمس خلفك
حين تبدأ
وتلسعني كشوكة
يعز عليها الانقلاع من قلبي
فلا ينتهي نزفي
وتنكسر ابتسامتي
على جدار وجعي
أناديك مرة ومرة
بألف صمت وعبرة
عودي إليّ
ليعود لي بعضي
وأبقى بانتظارك دون كلل
تناولت صوتك ببطء
بدون غموض بكل وضوح
يبتسم تارة وتارة ينوح
وفي هذه القصيدة أنت الروح
كغيمة من سحر تجيء تلوح
وتارة تروح
فيتساقط قلبي
على رخام الهذيان
كعطر سنديان
في جب المشاعر
في موسم شتاء
كهدهدة تغلف بوحي
كرجفات أطرافي
على ضفاف الأنفاس
تدثرني كدفء عناق
وكلمات خرساء
على بيادر الأشواق
وجداول تفيض
ما بين شريان ووريد