ذات حين كانت لي " أم " رحمها الله وكتبت لها هذه القصيدة
واليوم اهديها الى كل الأمهات ..
.
أمي ..
.
مـذ كــنــتُ لا أدري الغــرام أو الهـوى
أيـقنــتُ أنَّـــك مـنـبــــع الحـــســـنـــات
.
مـــذ كنتُ لا أدري الوصال من الجوى
كـنـتِ الصّـفــــاءَ وحُجَّـــــة الآيــــــات
.
مـذ كان يكتـبـنـي الـربيـع عـلى الخـلـيـ
ـقــةِ بـرعـمــــاً مـتــوثِّــب الخطُــــوات
.
كـنــتِ الـنّـقـــاءَ يُحيطنــي ويـمــدّنــــي
بـروائـــع الأنفـــــــاس والهــمَــسَــــات
.
أُمّـــاه مــا زلــتِ الـحــنــان جــــــداولاً
تـنـســـاب أشـــكـالاً مـــن الـلــفــتـــات
.
تـعـطــي بــلا خــوفٍ عـطـــاء مُـتـيّـــمٍ
لا يـكتــفــي الـمـلهــوف بـالــقَــطَــرات
.
أُمّــاه إنّــي فــــي فـضـائِـــك لحــظــــة
تـهـفـو إلــى التـحـلـيـق فـــي الـجـنّــات
.
قـلـبــي يـتـــوق الــى الـبقــاء مـرافـقــا
دفءَ العــيـون ورائــــعَ الــبــســمــاتً
.
ومشـاعـري تدنـو الـى التَّوحِّـد مثلمــــا
تـدنـــو الـدمـــوع لبــؤبــؤ الــحــدقــات
.
قـدمـــاك يـا أُمــي مــحَـــطُّ نـواظــري
هـاتـــــي أُمــــرِّغ فيهـمـــا قُـبُــلاتــــي
.
وجبيـنـك التَّـعِـــبُ الـــذي لا يشـــتـكـي
أبـــداً ولا يدنـــــو مــــن الــهـــفَـــوات
.
لا يـنـحــنـــي إلاّ إلــى ربِّ الـعـــبــــاد
بخــالــــص الإيــمـــــان والصـلَــــوات
.
إنــي أراه بـعـيـــن قـلـــبـــيَ واحـــــــةً
أرتــاح مــن تَـعَــبــي ومــن نَــزَواتــي
.
مَن غيــر حضنــك في البــلاء يضمني
ويـذود عـنّــــي مـوجِـــــعَ الأنّــــــــات
.
فضعــي يديـــك علـى جبينـيَ واذكـري
رب الـعـــبـــاد وســــددي خُـطـواتـــي
.
فــيــداك مـا خُـلـقــت ْ لـغـيــر قــداســةٍ
كـانــت , ستـبـقـى مـوْئــل الـومـضـات
.
يـكـفـي فـــؤادي مـــن لـسـانِـك دعـــوةٌ
حـتــــى أفـــوز بخـــالـــص الـلّـــــذات
.
أُمّــاه لـن يـخـبــو بـريـقُــك فــي دمــي
حـتــى أجــــود بــآخــــر النـبــضـــات
.
ويـظـــل ذكـــرك والجــلال يحـيــطــه
كـالـبــدر يـحـسـق حـالــك الظُّـلُـمـــات
.
رحمك الله يا أمي وغفر لك ما تقدم وما تأخر ..