((ذكراك )) / د. الجزائرية جميلة بن حميدة
ذكراك مزقت ضماد الجرح العميق فنزف الشريان وبات الوجع يئن بمدخل الوتين
انا من رسمت للشوق ربيعا من البيادر والزهور ،وعزفت لحنا شجيا من زقزقة الطيور ، ونثرت بالأثير شذى الياسمين والعطور فصار المكان معبرا للشمس والنور.
بانت نجمة مضيئة من سناك
انزلقت من حافة القمر
وحطت برباك
توهج الضوء
بأشعة الألماس
وبسمة شفاهك
فوق تلال الشحرور
الذي يغني هيا
ياهدهد المرسال
واللقاء الطهور
يعتصر النبيذ
من شفاه عراجين التمور
ويسقي اللقاء العقيم
شراب النارنج كالشبور
نداء الروح يدوي المسامع أتأذن لي بالمجيء والعبور
تلك النجمة أسدلت جدائلها على عنقها البلور و تمتمت تعويذة
فك طلاسم الغرور
لتخرج من بين القضبان
و الزمن الديجور
حلقت عاليا
ترفرف كالصقور
ارتادت شالا قرمزيا
من الأقحوان و الزهور
وتعطرت
بالياسمين والكافور
رقصت
رقصة الكبرياء الطرور
وغنت
أغنيتها الحزينة
سلام لقلبك الغافي بصدري ، يامن قتلتلك بمخيلتي
ودفنتك تحت الثرى
وبين الجحور
ورميت ذكراك
في عمق البحور
هبت رياح الحنين
فجاءت بك إلى داخلي
تتكور
مثل الجنين الشطور
ونسيت أنني دفنتك
في غياهب
النسيان والقبور
هنيئا لك أيها الغافي بعمق أعماقي تزأر كأسد هصور
توجتك ملكا على عرش حياتي و اعطيتك قلبي مقاما لك وكان أجمل القلاع و أبهى القصور.
الجزائرية جميلة بن حميدة