أشاركك وحدتك يا وطني
أعلم أنك قبيل الأصيل تكون وحيدا
وأنا في المساء أكون وحيدة
نختلف مع صمتنا ونتعارك
ولكن لا يوجد من يعكرعلينا صفو صمتنا
ولا يسكب مادة مخدرة في فناجين قهوتنا
ليخدر مشاعرنا فنحتسيها
بنكهة قهرالأقصى وزهرة المدائن ..
ولا أحد يعلم شدة مرارها سوانا ..
فوالله يا وطني لو غبت عنك
ألف عام لن أنساك ولن تنساني
وستبقى على بالي
ولولم تعد تغنيها فيروز
أو يحفظها أطفال هذا القرن الملعون
فمهما بقيت في غربتي المرة
سيطلقون علي نازحة
وهكذا معي يتعاملون ..
ستبقى حسرة كدمعة
تجمدت في مقلتي
وفؤادي الحزين
سأبقى أذكرك يا وطني بدمع العيون
وأغني لك من نافذة غرفتي
بعدك على بالي يا وطن المليون
وأحن لفطيرة جدتي في الطابون
وستبقى شجرة الزيتون
تظللني بظلها وحنانها
غصب عن بني صهيون
وتنثر على محياي شجرة الزيزفون
عطرها وعبيرها الممزوج بذكرياتنا
ورائحة خبز الطابون.
وأنتظرك على مشارف العيد
ولو بعد حين ..
د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر