قال الشَّاعر / حسين البابلي / د. زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
هيَ ابنتي حقَّاً ونبضةُ خافقي ___لولا نداها ما شدت أعوادي
مجاراة بعنوان :
الوفاء ________________البحر : الكامل المقطوع
من ذا يُقابلُ بالجفاءِ ودادي ___ ويحولُ دونَ تحقُّقٍ لمرادي؟!
وصفاءُ عيشٍ لايكونُ لحاقدٍ ___ أوحاسدٍ قد ثارَمنهُ رمادي
ولقد جُبلتُ على الوفاءِ وإنَّني ___ قد لا أُجيدُ تملقاً لشدادِ
ودفعتُ بالحسنى خصاماً جائراً___والزُّهدُ كانَ موافقاً لبعادي
............
إني أصدُّ مُغالياً في مطمعٍ ___ قد بَتَّ حبلاً للوصالِ كَسَادِ
إذ لا يوافقُ طبعُهُ مُتعفِّفاً ___ لا يرتضي مطلاً لكلِّ سدادِ
حلوُ الكلامِ وفعلُهُ متطابقٌ ___ مع كُلِّ إفسادٍ يسودُ بعادِ
من ذا يُحقِّقُ للصَّديقِ مرادَهُ___ إن ضلَّ يوماً في الفلاةِ كشادِ؟!
............
ها نحنُ نسعى في الحياةِ بِمَلْكِنا___ لننالَ مطلوباً بكلِّ عنادِ
لا لن يزيغَ الطَّبعُ عمَّا قد قضى ___ بالحلِّ شرعٌ باتَ بالمرصاد
فاللهُ مطَّلعٌ يُجازي فاعلاً ___ للخيرِ أو للشَّرِّ يومَ مَعادِ
إني وإن كانَ الوفاءُ سليقةً ___ يجري بشرياني فلستُ بصادِ
..............
لا من لئيمٍ كانَ يوماً صاحباً ___ والنَّاسُ تعرفُ نيَّةَ الإعدادِ
من خسَّةٍ قد تاهَ بعدَ تجاربٍ ___ وذكاءُ عقلٍ قد يهيمُ بفادِي
أنا لا أُعاتبُ بعدَ قطعِ صداقةٍ ___ فالودُّ ليسَ لحالِبِ الأندادِ
في كُلِّ حقلٍ لا يزيدُ جناؤهُ ___ إلاَّ عذاباً من كثيرِ جلادِ
...............
يا من لهُ كُلُّ الوفاءِ بقلبنا ___ لا تجنِ ناراً من عميقِ رقادي
وارفق بمن كانَ الحنانُ مرافقاً ___ في كلِّ حالٍ يحتبي بسهادِ
واعلم بأنَّ الحُبَّ ليسَ مُحرَّماً ___ بل كانَ مطلوباً لكلِّ بلادِ
تحيا الشُّعوبُ بِهِ وليسَ كسلعةٍ ___أقسى من البغضاءِ والإفسادِ
.................
والحبُّ يجمعُ للوفاءِ صداقةً ___ تمشي على قدمٍ إلى الأسيادِ
يا ربِّ فاحفظ للقلوبِ أحبَّةً ___ تسعد بهم عند اللِّقاءِ بهادِ
تحسو حلالاً من نميرٍ حلوُهُ ___ يطغى على كُلِّ النَّوالِ لبادِ
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ وآلِهِ ___والصَّحب قدوتنا لكلِّ رشادِ
.................
الأحد 17 رمضان 1441 ه
10 مايو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام