مذبحة أيلول الأسود ( مجزرة صبرا وشاتيلا )
مجزرة صبرا وشاتيلا البشعة
وقسوة وهمجية التنكيل
في أيام القهر الثلاثة
ما زال محفورا في الذاكرة
مجزرة رهيبة بكت الحجر
بقروا بطون الحوامل بخناجر
وأخرجوا الأحشاء للكلاب الضالة
وألقوا بجثثهن بين الأزقة
وأرصفة المخيم وتركوه
مكلوما مدى العمر..
قطعوا أطراف أطفالنا الأبرياء
وبعثروا أشلاءهم في كل الأرجاء
ونكلوا بالجرحى أكثر وأكثر
ودماءهم تنزف كشلال
ومطر منهمر..
حين تنظربعينك هنا وهناك
لا تجد سوى ركام
وجبال من الجثث والأشلاء
والأحلام بجوارها تحتضر..
من يوم المذبحة وأهلنا غائبون
عن وعيهم صابرون على مصابهم
لا يصدقون ما حدث لآبناءهم
من ذبح وتنكيل وتمثيل بالجراح
حتى فارقهم الصبر ..
من يوم المذبحة النكراء والمذابح الهمجية
تتوالى علينا جيلا بعد جيل من هؤلاء الغجر
فبات يعرف أيلول الأصفر بأيلول الأسود
كل مذابحنا حدثت في ليل مليىء بالزمهرير
سرقوا منه النجوم والقمر
وماتت فيه الضمائروالصوت انتحر
وأغلقت الأفواه عن الكلام المباح
قبل بزوغ الفجر..
وكمموا فم الأقلام وجففوا المحابر
وقصقصوا أجنحة الطيور
يا أيلول الأسود ملآتنا بالقهر
كنا ننتظرك على أحر من الجمر
لنلهو بين أوراقك المترامية الأطراف
بجمال متناهي المظهر والمنظر
رغم شحوبها والأصفرار
والآن بات ذكرك كارثة تلم بالقلوب
لمجرد قراءة حروف إسمك
على جدران الحارات وكل معبر..
يا صبرا يا شاتيلا يا أيلول الأسود
بكت على أطفالك بحرقة ظلال الزيتون
والميرمية والزعتر..
لم يبقى لنا ما نرمم به مصابنا
وجراح الروح كل يوم تتسع من القهر
والمطبعين حولك في أزدياد أكبر..
باتت العروبة كالمستعربين حول الأقصى
يقاومون أطفالنا ويشددون عليهم الحصار
يا أهلنا في صبرا وشاتيلا
يا من فقدتم الأحباب في مقتبل العمر
لا تفزعوا كثيرا لغياب القمر
لملموا أحزانكم ورمموها دون ملل
فكلها من تصاريف القدر
واحستبوا مصابكم الجلل على رب البشر
كلنا راحلون يوما كرحيل أغصان الشجر
إشهقوا الهواء النقي من دماء الشهداء الأبرار
وازفروا في وجه هؤلاء التعساء لتكونوا بخير
الشاعرة د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر