خــطــــب الشــــــــام
قَـدَحَـتْ بـنـا الأقـدارُ قــدحَ زنـــادِ بـالـشـام أرض الـنـور و الأمجــادِ
خَطْبُ الأعاربِ قد ألـَمَّ بأرضهـــا كشـفـوا قـنـاعَ الـغـدرِ و الأحـقــادِ
إن غـَرَّهم حـِلم الشــــآم فأرضهــا للطامـعـيـن مـصـارعُ الأجـنـــــادِ
ولكل بـــاغٍ في ثراهــــا حـتـفُــــهُ صمصامُهَا في الحـزمِ بـالمرصـادِ
ســَـلْ ميسلـون إذا جَهـِلـْتَ ليُوثَهـا تـُنـْبـيـكَ فـخـراً ســيـرةُ الأجــــدادِ
لم يـَرْتضوا عيشَ الجبانِ فأبْرَقُــوا هـامَ الـسـمـاءِ كمـــارجٍ وقــــــــَّادِ
أرواحهــم كانـت فـــداءُ فصُعِّـدَتْ كالـنــور لـيـس لــه حـــدود نـفــادِ
الشــامُ لا تخـشى عـدواً ظـاهـــراً سـاجَ الـحـدودَ بـحـاضـرٍ أو بادي
لكن غــدرَ الأقـربـيـن خـلـيـقـــــة الـعـربـان آبــاءً عـن الأجــــــــداد
تـبــاً لـهـم مـن أدنـيـاء تـقـاطــروا قـَطــْر الـعـبـيـد بـخـدمة الأســيـاد
فـغـدوا سـياطاً في ظهورنا غـيلـة مـذ أحـكـمـتـهـم قـبـضـة الـجــلاد
وتـبـدلـت قـيـم الأمـور بـغـيـرهـا و غـدا الـخـؤون بـلا سـتار..بادي
وبَـدَوْا ذوو رهـط يناصبنا الـعـدى كي يستكـيــنَ الـعـزمُ لـلإخـــــلاد
حَطَّتْ بـهم شـيمُ الـنـفـوسِ تـذلــلاً و أنـاخَ كـلَّ شـكـيـمـةٍ و إيــــــــادِ
نصبوا شراكَ الـغدرِ شـأوَ عــداوةٍ وتسربـلـوا زيـفـاً بـثــوب رشـــاد
يستوقف الألبابَ شِـنْـعُ فِـعَـالِـهـــمْ وتَـنـِيْبُ شـيب الرأسِ فـي الأولادِ
و إذا تـَعـَاوَرَهُـمْ مـزاجُ مُـقَـامــــرٍ كانــوا لــه طوعاً لسـهـل قـيـــــادِ
هذي مدائـنـنـا تـسـَعـَّرَ حـقـدُهُــــمْ فـيـهـا دمـــاً مـن فـلـذة الأكـبـــــادِ
لو يـنـطـق الشـهـداء مـن عليائهـم لَرَوَوْا لـنـا الـتـنـكـيـلَ بـالأجـســادِ
قـد كـان أمـر الـلـه فـيـنـا نـافـــــذاً أن نُـبْـتَـلى بـجـرائـــــمِ الأوغــــادِ
يـسـتـجـلـبـون لـنـا الـعـدو تـدخـلاً في الشــــام كل تـهائــمٍ و نـجــــادِ
و أحَقُّ أرضٍ بالكرامةِ أرضُـنَــــا و رعاعهم كانوا صيالَ أعــــادي
هي محنة تمضي و يأتـي مشرقــاً غَـدُهَـا شـبـيـهُ سـعادِها المعـتــــادِ
بقلم : د. محمد خالد نصره