قراءات في مسيرة الشّاعرة سعاد أسد جمال
بقلم: حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان عربي من لبنان
لكلّ منّا الحقّ في قول ما يشاء, و كتابة ما يشاء, و نشر ما يشاء. و كلّ ما يقوم به أحدنا له سبب من غير أن يدركه بطريقة مباشرة. لذلك ترى الشّاعرة سعاد أسد جمال قد تآخت مع الكتابة. و أخذت كلّ حياتها. فهي مؤمنة بالقدر. و عندها القناعة الكافية بأن لا أحد يمشي عكس الأمور. فصنعت تهذيبا لنفسها و جسدها من خلال رياضة خاصّة. لتعود متجدّدة في كلّ الأشياء. رغم تقدّم عمرها. أنّها مؤمنة بالدّين المبني على التّفكير الفلسفي. و في كل لحظة تسافر بروحها في رحاب الله. و تعتبر أن الشّباب ليس بالعمر و انّما بالأمل, و لديها منه الكثير. تجول بين رفوف مكتبتها أطول وقت ممكن من ساعات النّهار و الليل, و تتمعّن و تغوص في عمق الفلسفة و الأدب و التّاريخ. تتفقّد كتبها يوميّا و تتنشّق عبرها أكسير الحياة. تعلّقها بالكتب يجعلها تحملها بين ذراعيها كمن يحوط بين أضلعه فلذة كبده. تحرص على احترام الوقت و تحبّ النّظام و تكره الفوضى. علّمت نفسها أن تكون مستمعة جيّدة تحترم الآخرين و الوقت و البيئة. لا تحبّذ التزّلف. تحبّ النّكتة و تقدّرها. تعشق الشّعر و تحفظه. أنّها مثقّفة و يستهويها الكلام في الثّقافة الشاملة... طفولتها كانت جدّيّة و لم تعشها كما كلّ الأطفال...
تغوص أفكارها في حقب الماضي, تستقرئ الزّمن التّاريخي, لترسم لوحة الحياة في رؤى الحلم الجغرافي, من حدود الماء إلى حدود الماء. تنفّست الفطرة الأدبيّة في وجدانها, فترنّم على وقع ألحانها عقلها, فسبحت في عوالم الفنون الأدبيّة ...
تكتب ببساطة و لا تهتم بأيّ جوانب فنّيّة, و لا تحمل كلماتها أكثر ممّا تعني, و حين نقرأ كتاباتها, نجد فيها بساطة التّعبير, و روح الانتماء الحقيقي للوطن الممتدّ من المحيط إلى الخليج دون تعصّب, تحمل من خلالها رؤية اجتماعيّة واعية, من دون أيّ تمرّد...
سعاد أسد جمال, امتطت صهوة الكتابة ممسكة بيراعها, تسبح في بحار الفنون الأدبيّة, تركب ذروة الأمواج الفكريّة الصّاعدة دون أن يرشدنّها أحد...
قدرها الكتابة, فدخلت حلبة التّأليف, إرضاء لحلم كبير, و ثباتا لجدارتها أمام التّحديّات, و محاكاة لطموح بعيد, و أمل تليد, و هدف عتيد, قدّمت أوراق اعتمادها إلى الحياة...
فأتت ملامحها الإنسانيّة, تتجسّد في معالم كتاباتها, و قد وجدت نفسها فيما تكتب. في كتاباتها تتجسّد معالم التّعبير الرّصين, بالعربيّة الفصحى, بجملة خاطفة, بارقة, و أساليب ملوّنة بمباهج الحياة, معطّرة بعرق المعاناة...
كتابات سعاد أسد جمال وشاوش الزّمن, قد تكون دما أو عطرا أو ماء أو ملحا. و أشياء أخرى. كتاباتها إبداع فنّيّ خاّص له شخصيّته, لا تكتبها بمداد القلم, و انّما بدم القلب, و هي تعبّر عن رؤيتها بكلّ الصّدق. لكن على طريقتها الفنّيّة. فإذا الإبداع خلق و ثراء و غنى, يعكس معنى القيم و الأصالة. في حياة الشّاعرة سعاد أسد جمال. فالإبداع فعل إنسانيّ, من خلال الحسّ الفنّي و الأدوات و الخبرة و الموهبة...
سعاد أسد جمال, مع الأصالة, و مع المعاصرة, تستوحي من الأصالة ما يتناسب مع حياتنا المعاصرة و واقعنا الرّاهن الذي تستشرف من خلاله المستقبل...
في مقطوعات الشّاعرة سعاد أسد جمال ترى حالة الانتقال, من قالب القصيدة الشّعريّة الطّويلة, إلى قصيدة التّفعيلة, إلى القصيدة الرّمزيّة, إلى قصيدة النثر, إلى قصيدة اللوغاريتمات, فالمثلّثات الهندسيّة, فالنّقطة الهندسيّة و الفلسفيّة. يبرز تغيّر شكل الأدب الشّعري بالفعل...
الشاعرة سعاد أسد جمال, مقتنعة بأنّ حركة الحياة و دورانها و استحداث أدوات و وسائل و طرق مختلفة, تفرض التّغيير و التّطوّر بشدّة. فهي ضدّ المتحجّرين و التّقليديّين الذين يحاربون بشراسة من أجل تثبيت القوالب المهجورة الجامدة. فالشّعر مرآتها , و الكتابة حريّتها, تقول فيهما ما تريد...
تجربة الشّاعرة سعاد أسد جمال, تزدحم بضجّة الحياة, و تكتوي بجمر الإبداع, و تنضج ملامحها بهدوء. نصوصها مسكونة بهاجس الحرّيّة الفكريّة وحدود هذه الحرّيّة... و ما ينطبق على حرّيّتها في الحياة ينطبق عليها في الكتابة. و الحرية لا تعني التّضادّ مع الأخلاق, بل إنّها جزء من أخلاقها. و عليه فقد حقّقت جزءا كبيرا من حرّيّتها على مستوى الكتابة. و هي مؤمنة بأنّ قول ما تريد قوله هو طريقها لكتابة النّص, و ليس ما يريد أو يتمنّى أن يسمعه الآخرون...
سعاد أسد جمال, في صراع مع الكلمة و هو ما يدفعها آخر الأمر لتكون هي, و ليس أحدا سواها. في الكتابة هي لا تغالط نفسها, فالجرأة على البوح تسكنها. فهي في حالة تحدّ مع النّفس و مع اللغة, و تشعر أنّها سعيدة, و رغم صعوبة الموقف, هي تصارع مع اللغة, و لا تريد أن تتخلّى عن هذا الصّراع...
ليس هناك من سقف زمنيّ لكتابات سعاد أسد جمال, فأحيانا ما تكتب النّصّ في لحظات و أحيانا ما يعيش معها لشهور. و هي إذا لم تشعر بصدق ما تكتب, فلا تقبل به. و هي لا تحتفي باللغة إلاّ إذا كان لديها إحساس متوهّج و شعور طاغ بها بوصفها كيانا موازيا للحياة و حاملا لطاقة الإبداع اللفظي. لذلك فهي تتعامل مع اللغة بحساسيّة مرهفة. و لديها رغبة مستمرّة في التّجربة مع الكلمة...
كتاباتها تعتبر نمطا جديدا, أنّها تجربة ينبغي التّوقّف عندها, تجربة قابلة للقراءة و الكتابة و التّأويل. و أنا لا أبرّر, أو أدافع عن تجربة سعاد أسد جمال في الكتابة, و لكنّي أرى أنّها تجربة جديرة بالنّظر, و دون أن ألغي أهمّيّة و مشروعيّة سواها من التّجارب. فالقصيدة النثريّة, هي قصيدة العقل, و ليست قصيدة العاطفة...
سعاد أسد جمال لا تقوم بدور لا تقتنع به. تختار الموضوع الذي يرضيها. و تستطيع أن تقدّم فيه إحساس و صدق عملها. و في هذا الزّمن المرّ جدّا. تجد سعاد أسد جمال ملاذها في الرّوحانيّات. تقرأ كثيرا لتهرب من القلق الرّهيب الذي يسكنها. و انّ قدرتها اليوم على العطاء أكبر لأنّها أكتسب نضجا و خبرة. ففي كتاباتها معان كثيرة محفورة داخل قلبها قبل أن تكتب فوق الورق...
هناك جرأة و انفتاح أكبر عند سعاد أسد جمال في معالجة المواضيع. و تعتبر أنّه من خلال الدّين يحسن الإنسان التّصرّف مع كلّ شيء في الحياة. و تعلّمت من الحياة الصّبر و عدم الانفعال و الابتعاد عن الغرور و الاعتدال في كلّ شيء. فالحياة الجميلة في القليل من كلّ شيء. و هي لا تفكّر بموت أبديّ بل بحياة أبديّة. و يضايقها الظّلم و القهر و الفوضى...
سعاد أسد جمال تضع من روحها في كلّ ما تكتب. تسرح بخواطرها و تستمع إلى الموسيقى و تفكّر كثيرا و تصلّي و تحلم. لأنّه هناك عوامل كثيرة تستفزّها للكتابة. و ليس هناك من ابتكار ما من دون جدّيّة تامّة و قهر و شقاء و بكاء و تعب و إرهاق...
تعتبر سعاد أسد جمال, أنّ الشّعر لغتنا, و امتدادنا في الحياة, لا يمكن أن ينتهي أو يموت, كما لا يمكن لنا أن نشطب على التّاريخ, على الأقل تاريخنا الشّخصي, فهو مرآة حقيقيّة لتّاريخنا الطّويل عبر حقب الزّمن, و هو مرآة مصقولة و جميلة. و سيبقى الشّعر أصفى الحقائق في شخصيّتنا و وجداننا...
فالشّعر بدأ مع الإنسان و سينتهي مع الإنسان, فما دام الإنسان كائنا حيّا لا يمكن أن ينتهي الشّعر. و الشّعر فنّ قائم بذاته و سيبقى أقرب الفنون, بعد الموسيقى إلى الوجدان و لا يمكن أن ينتهي لأنّه يتعامل مع الوجدان. و انّ أيّ عمل فنّيّ, بصرف النّظر عن كونه مكتوبا أو مسموعا, إن لم يكن شاعريّا فانّ إحدى الصّفات المهمّة لنجاحه ستكون منزوعة عنه, فالشّعر ضرورة من ضرورات الحياة, و لا يمكن القول أنّ زمن الشّعر قد ولّى إطلاقا. و الشّعر يظلّ دائما موجودا مع سيادة الفنون الأخرى إلى جانبه, و لكن الشّعر لا يمكن أن يزول...
سعاد أسد جمال هي في كلّ عمل جديد تقبل عليه يحدوها فيه طموح أن تقول كلمة ما لترضي طموحها الخاصّ, و لكن بمجرّد انتهائها منه تحسّ أنّه ليس هو العمل الذي حقّقت فيه حلمها فتبقى المراهنة على العمل الذي يليه. لذلك فالقول الشّعري, لا يصل بسهولة, و لا يسلم قياده من أوّل سانحة, لأنّ لغته شفّافة كثيفة, إذ هي تستعمل فيه بشكل طريف جديد, و هي تكتسي بكثير من الظّلال و الإيحاءات, ما يجعل التّعامل مع النّصّ الشّعري, تعاملا غير ميسور للجميع, و هو يحتاج إلى غوص و تأمّل, و اعمال فكر, و إيقاظ خاصّ, مرفودا ذلك كلّه باستعداد ثقافي, و ذوق نقدي, و ملكة مدرّبة مصقولة...
فللشّعر لغة راقصة لكنّها سامية, و سهلة لكنّها ممتنعة, و سلسة لكنّها مستعصية, لغة يتمنّى أبلغ النّاثرين أن يسموا إليها بيانا و رقّة. و للشّعر موسيقاه الآسرة و قوافيه السّاحرة, و هذا النّغم الجميل لا يتأتّى للنّاثر و ان رقّ لفظه و حسن معناه...
الوطن في قلب سعاد أسد جمال و وجدانها و حاضر في كلّ شيء في المكان و الزّمان. و هي تحلم بمدينة فكريّة مميّزة تقارب المدن الفاضلة. و تؤثر البقاء في التّاريخ لو بخلت الجغرافيا بما هو أفضل...
يقف الزّمن في وجه سعاد أسد جمال حائرا, يحاول أن يتحدّاها و لا يستطيع... فالسّنوات خطّت علاماتها على وجهها في بلاغة خجولة. لذلك فهي تذهب مع الحياة في أجواء عزيزة على قلبها. و منذ طفولتها , تحاكيها الآمال, و تحاكي الرّؤى. و ما زالت تلهم و تعطي. فالماضي محطّات في عمرها لا تنساه. إذ ليس للكاتب عمر و ليس للكتابة عمر. ما دام الإنسان يتمتّع بالعقل و الاتّزان يستمرّ و يعطي, و إلاّ فهو مرشّح للنّهاية...
سعاد أسد جمال تملك تفكيرها و أعصابها, و تتمتّع بالاتّزان و الوعي. لأنّ الكاتب فنّان مرهف عميق الرّومانسيّة و الكلمة. يحكي لغة القلب بطلاقة...
سعاد أسد جمال التي ما زالت تبحث عن هويّتها في عوالم الفنون الأدبيّة و الاستمرار. ما زلت تعيش دائما في حالة حبّ. إنّما روحانيّة شفّافة. و هي تعزو كتاباتها إلى تلك النّار المتأجّجة داخلها على طول عقود من معاقرة الأبجديّة. تلك لا فضل لها فيها فهي نعمة من السّماء. و بدون تلك النّار الدّاخليّة تتحوّل الكتابة إلى صنميّه أبجديّة في ضريح تذكاري باذخ...
تتفرّد سعاد أسد جمال بتجربة كتابيّة تتجاوز الحدود و لا يمكن إنكارها, لكنّها تجربة لا تجدي مع كاتب انطفأت جذوته الدّاخليّة أو أنّها لم تعرف يوما نشوة الاشتعال الرّوحيّ و مرارته في آن. فتعتبر كلّ كلمة تخطّها عبوة موقوتة متنكّرة في وردة, والقارئ هو جهاز التّفجير...
سعاد أسد جمال هي كاتبة فضوليّة و قارئة فضوليّة بنفس الوقت. أن تتحاشى استعمال اللهجة العاميّة في كتاباتها و تنحاز إلى الفصحى. و هي تحلم باللغة العربيّة و لا تكتب إلاّ باللغة العربيّة...
في رأي سعاد أسد جمال, إذا لم تستعد الثّقافة مكانتها اللائقة فلا مستقبل لنا, و سنكون عبيدا بامتياز. و هي تسعى لقيام جبهة ثقافيّة, و ستجسّدها فعليّا, لأنّها ستعيد للعقل شرفه و قدرته على التّأثير في منحى السّياسة. و ثورتها الفكريّة المتمرّدة الخارجة على المألوف تضع الآخرين موضع الدّهشة...
سعاد أسد جمال حريصة على المطالعة بشكل دائم. و تعتبر الكاتب الذي لا يطالع المكاسب الفكريّة لشعبه و الشّعوب الآخرين ينضب و تنطفئ جذوته الدّاخليّة. و هي حريصة على الوقت الذي تكرّسه كلّ يوم للتّأمّل و الهدوء و المشي و الرّياضة. و الأولويّة عندها دائما للكتابة الجديدة لا للحضور الآخر. فهي مؤمنة بأنّه حين تموت لن يبقى منها إلاّ كتبها و كتاباتها...
كما تتفتّح الورود اليانعة, و مثلما تزهو الأزهار بألوانها. و تضمّخ النّسيم الصّباحي بأريجها. هكذا تتفتّح الكلمات و الخواطر في مخزون ذاكرة الشّاعرة سعاد أسد جمال, و تزهو القصيدة في عقلها, و يتفتق النّصّ من فكرها, متضمّخا في مشاعر قلبها, و أحاسيس حناياها...
ترافقت حياة الشّاعرة سعاد أسد جمال مع الكلمة العذبة, و الموسيقى الشّعريّة الجميلة. منذ سنواتها الأولى, حيث كانت تكتب كلماتها و خواطرها و نصوصها و قصائدها. تحمل التّجديد المستمرّ في مسيرتها اليوميّة...
الشّعر في مفهوم الشّاعرة سعاد أسد جمال كان و ما زال, يحمل هموم المجتمع, لأنّ الشّاعر لسان حال قومه. و تعتبر موجة التّجديد في الصّور و الأدوات في هذا الزّمن. ممّا دفع بالنّاس إلى الابتعاد عن اللون التّقليدي في الشّعر. و النّاس يجدون صعوبة في فهم مفردات العصور السّالفة. و التي يستخدمها الكثير من الشّعراء, و لم تعد من مفردات الحياة في عصرنا الرّاهن...
سعاد أسد جمال لا تجد مشكلة, في التّعامل مع الكلمة الشّعريّة التّقليديّة, إنّما ميولها قادتها إلى التّبسيط, لتلتصق بالنّصّ أكثر, كونه أسهل في التّعبير عن الذّات و الآخر. فالحنين ينتابها إلى الشّعر, و هي شغوفة للاستماع إليه و تحليله و تفسيره. و تمتلك الحافز و الرّغبة في الانطلاق, نحو فضاءات رحبة, إحساسا بالإبداع في هذا المجال...
النّصّ هو الأساس في كلّ قصيدة. و شعر الشّاعر يرفعه. و المنصب لا يؤثّر على مستوى الشّاعريّة. و معظم كلمات و خواطر و نصوص و قصائد الشّاعرة سعاد أسد جمال, من النّوع الرّوحيّ العاطفيّ الغزليّ, و هو السّائد في المجتمع. كونه الأقرب إلى الحزن منه إلى الفرح, و للتّعب و الأرق و اللوعة منه إلى الرّاحة و السّرور. بحيث أنّ الأدب يفرض مستواه, بغضّ النّظر عن جنس كاتبه...
سعاد أسد جمال تعتبر أن المساحة المسموح للمرأة الشاعرة ضيقة ... ومن الصعب جدا أن تعترف المرأة بتجربة سابقة مرت بها ... لأنها تترك أثرا سيئا في المجتمع بالنسبة لها ولأسرتها ...
الحداثة في قناعة الشّاعرة سعاد أسد جمال, هي التّجديد في النّصّ الشّعري قلبا لا قالبا. و ذلك من ناحية الصّور الجماليّة و الفكرة, بحيث تأخذ طابعها العصريّ. على أن تحافظ على الشّكل و نحرص عليه, كما نسعى إلى الحرص على التّركيب في البيان و الإيضاح و المعاني...
و الشّعر فنّ من الفنون الأدبيّة, و يجب أن نحافظ عليه, فهو تراثنا و أصلنا, و نحن من وضع أوزانه و ضوابطه و حيثيّاته...
علاقة سعاد أسد جمال بقلمها كعلاقتها بلسانها, تفكّر من خلاله و ترى من خلاله و تسمع من خلاله. بحيث أصبح القلم المرآة العاكسة لداخلها. و الصّراعات التي في داخلها لا بدّ أن تخرجها من خلال القلم. لذلك فهي تحاول أن تلتقط الصّور الحسّاسة جدّا في داخلها لتعكسها إلى النّاس. و كتاباتها هي علاقة تصالح مع روحها و علاقة قوّة مع قلمها الذي يخضع لأوامر العقل الآنيّة التي تحرّك أفكارها...
التّلوين في كتابات الشّاعرة سعاد أسد جمال هو جزء من قوّتها. و أن يخيّل إلى القارئ أنّ هناك ثورة في كلمة, و حربا في كلمة, و عشقا في كلمة أخرى. كلّ هذا في كلمة واحدة. فهذا هو الهدف الذي يدفعها إلى البحث عن صيغ جديدة في مسارات جديدة عبر كتاباتها. فهي في الزّمان و المكان تقول كلمتها بوضوح و جرأة و قوّة...