حزن القلب
الدكتور حسين رضا مشيك
حزن قلبي على وطني... الذي كان هو الأفضل عالمياً وما زال الأكثر تصديراً للعقول وسيبقى هكذا ما دامت تلك الفرق حاكمة به ومتحكمة بجميع مفاصل الوطن والقابضة على رقاب العباد حيث كانت وما زالت تعمل على سرقة أرزاق المواطنين ونهب مدخراته الوطنية ومانعة عنه الخير، حيث رمت الوطن بين أنياب الدائن اللئيم من خلال تعاملها مع محاور الشر المستطير والغريب العجيب كيف حكموا بإسم الشعب والشعب يقدم لهم كل ما يريدوه ولكن المؤسف المبكي هو، أن هؤلاء الحكام يأكلون ويقتلون ويظلمون المواطنين من دون رفة جفن لا بل قلوبهم أصبحت كالحجارة لا تلين رغم تضحيات المواطنين الذين ضحوا لأجله بكل غالٍ ونفيس، وهو من إستقبل أجسادهم جثامين من دون تمييز بين طائفة أو مذهب وأخذ على بالعهد والميثاق وكتب شعاره بالدم الوطني العاصي على أي عدوان، واحتفظ به إلى يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فكتب على خشب أرز الخلود خلاصنا من كل شوائب المعبد المزعوم هو التمسك بأهل (الشرف والتضحية والوفاء) فكان للتواصل شعار وعنوان ألا وهو: (حرية... عطاء... سلام)...
حزن قلبي على وطني... الذي أصبح في أيدي الآخرين يملون عليهم الأوامر ونحن نراهم كيف ينفذون وبنا يفعلون وكما تقتضي مصالحهم يقضون إنها الفرقة المزعومة التي تسمي نفسها قيادة تنفذ الأوامر من دون تأخر أو تأخير وليس لديهم أية فرصة للتفكير ضمن مفهوم نفذوا ما طلب منكم ومن ثم نداويها بالتي كانت هي الداء أي مهما خسر الوطن من أبناء وحجارة وشجر وووووو وألف و... لا يعنيهم سوى مصالحهم وهم جاهزون للدمار من أجل أن يعيدوه إلى مبدأ طرح إعادة البناء لكي يكونوا هم وشركاتهم المستفيدين وكل ذلك من أجل المنفعة الخاصة بهم وهمهم أعمالهم ومصالحهم لذلك قتلوا الجمال وشردوا الوجود في وطننا وعملوا على تهجير شعبنا القادر على التصدى... وتصدى لكل الأعداء وطردهم من أرض القداسة والرسل والأنبياء...
حزن قلبي على وطني... وهناك تكمن الأهمية فقد نفذوا ما طلب منهم ولكن الوطن ومصلحة المواطنين لا تعنيهم لأنهم يأكلون في الطالع ويتحلون في النازل ويحصدون الملايين وعلى السلطة متربعين ضمن مقولة لو دامت لغيرك ما آلت إليك...
حزن قلبي على وطني... من فرقة الحصص والتحاصص المتآمرين علينا أجمعين فقد شتتوا صفوفنا وجعلونا فتات وزرافات ضمن مقولة الطوائف والمذاهب وأسسوا أنفسهم على أنهم هم أصحاب الملفات التي تحفظ وجود طائفة هنا أو مذهب هناك ذاك يقول لنا حصتنا ولكم حصتكم وكأن المواطنة أصبحت في غياهب الجب وقد دفنت من دون رجعة إلى الحياة الوطنية إنهم أصحاب مغارة المصالح الخاصة والضيافة على حساب الشعب والتي تنتفخ بأسمائهم ولهم فقط...
أنادي حزن قلبي على شعب يعتبرهم قادة وهم مقيدون لا قدرة عندهم على إتخاذ أي قرار... إنهم في الإتجار بالبلاد أقوياء وأشداء على المواطن ولكنهم أمام أصحاب المحاور ضعفاء ولم نراهم يوماً يعملون لمصلحة العباد بل كانوا دائما يرمونهم في النار عبر شعاراتهم الزائفة التي لا تخدم إلا مصالحهم الخاصة... ولكن نذكرهم بأن أجسادهم سوف ترمى يوماً ما في نار الجحيم كما رموا مصالح وطننا وخدمة المواطنين وجعلوهم وكأنهم غير موجودين...
حزن قلبي على شعب... إن لم يستيقظ قبل فوات الأوان ويعود الى الوطن مواطناً بعيداً عن الطائفية والمذهبية متخلياً نازعاً من صدره ذاك السم الزعاف من طائفية المذاهب إلى مذهبية الطوائف لمصلحة أزلام المعبد المزعوم اللعين...
حزن قلبي على شعب... إن لم يقف موقف الرجال وكما عهدناكم في الجبال والوديان حيث كانت أصواتكم ترعب الأعداء وأنتم يا أبناء وطني مطالبون اليوم قبل فوات الأوان بوقفة العز في وجه طغاة العصر والزمان الذين أوصلونا إلى تلك الهاوية التي ستأخذ وتأكل الجميع من دون إستثناء ونستعيد وطننا من فم التنين ونعود به إلى وطن المحبة والتسامح.. وطن الإحترام والتقدير... وطن إحقاق الحق لمواطنيه... والمدافع الأول عن المظلوم والرادع لكل ظالم... إنه وطن الأرز والخلود... إنه موطن الحضارة والإنسان... وطن الرسالة والقداسة... إنه كلمة البداية ونهاية البداية.
الرئيسية 
