قد ضـقـتُ بالكتمـــان حـتى لـم أرى
لـلـبــوح بــــــداً فـاعـتـلـيـتــه مـنـبرا
وجرى القصيد بما تصــد كمائـمـي
أتـلــوم بـوحـي أم أرى بــك مُـعْــذِرا
لو كنت تقــــرأ في عيونـي رَمْشَـهـا
أو كنت تسـمع نـبـض قلبي أو تـرى
لرأيْتَ أنــي في هـــواك غــريـــقــة
و رأيْتَ حـبـك في شــراييني جــرى
قـد قـلـت لي يـومـــاً بـأنــي حــلـــوة
و أنوثتـي ضَـجـَّـتْ كمـــوج أجــأرا
وبأننـي كالـبـــدر حـيـن تــمــامـــــه
يـجـفـو عيون الناظرين لـه الـكـــرى
وبأن ســــــهـم لـواحـظـي فـتـاكــــة
أرمي بها من صادفَتْ بـه مـبـصــرا
وأرَيْتَنِي فيمــا تـقــــــول ملامـحـــي
فـهـربـتُ مـنـك إلـيـك لسـت مُخَيَّــرا
وشَّـيـْتَ عمري بهجـةً حتى غـــــــدا
روضي ربـيـعـاً لم يـعـد بك مـقـفـرا
وغدَوْتَ فيهـا تـــــوأم الـــروح التـي
لولاك كانت نـَـسـْـيَ ذكــرٍ ما سـرى
وهواك يكبر في الحنايــــا خـلـســــة
والقلب دونـه شــاطـئ إذ أبـحــــــرا
ولـقـد تـَمـَّكـن بـالحشـــا حتى غــــدا
نبضي و همس جوارحي حيث اجترا
وغـدا حـنـيـنـاً في حـنـايــا أضـلعـي
وجوىً بصـدري مـضـرماً مـتـَسَعَّرا
كم حـدَّقَـتْ عيناي شــوقاً في المـدى
عـلِّـي أراك ولـو خـيــــالاً أســـــفـرا
أمضي لوحـدي في طـريـقــك علَّني
ألـقـاك لا ألــــوي لــلـــوم مــحـــذرا
روضي تنامى من وصوفكَ زهـــرُه
وربــيــعـُـه نـَـضِـرٌ تـَمَاوَجَ أخـضـرا
إني أحـبــك يا صــديـق فأنــت مــن
لَوَّنْـتَ عـمـري بـالأمـانـي فـَاْمْتــَـــرا
فإذا أتـيـتـكَ أشـــتكي حـزنـي فـهــل
تـفـرش بـصـدركَ مـُتـَّكـاي مـعـمـرا
لولا ضَمـَمـْتَ إلـيـك صـدري عـلَّــه
يرتاح همي فوق صــــدرك أمعـــرا
بقلم : م / محمد خالد نصره