القضية الفلسطينية..وجهان لعملة واحدة
القضية الفلسطينية من منظوري الشخصي والذي يحتمل الخطأ أو الصواب لها وجهان لعملة واحدة (فلسطين) الوجه الأول وجه رمادي متشح بالسواد والكآبة والإغراق في التشاؤم يمثله جيل من الأدباء والشعراء والكتاب الذين ذرفوا فيه دموع الذل والمسكنة والانكسار يتباكون فيه على وطن ضاع من أيديهم وأضاعوه في زمن التآمر وشرذمة كانتونات عربية مجزأة هزيلة كما أضاعوا الأندلس في زمن حكام بني الأحمر ..صعقتهم النكبة وزاغت أبصارهم وبلغت القلوب الحناجر..هذا الجيل الذي عمق النكبة وكرس الهزيمة والخنوع في نفوس وعقول أجيالهم فلم يعد لديهم حول ولاطول سوى التسليم للأمر الواقع فكان الاحتلال والتنكيل والتهجير والمذابح الوحشية التي مارسها العدو الصهيوني الغاصب وبمؤازة ودعم دول الاستكبار العالمي الذي ضرب عرض الحائط بكل المواثيق والشرائع ومبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي .
هذه الحقبة التي تمثل حالة سوداوية مأساوية كارثية بكل المقاييس والضحية في المحصلة الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة (ألا ضربتنا ذات سوار )على هذا الذل والانكسار .
الوجه الآخر هو الوجه الطليعي المقاوم الذي يمثله جيل مكافح منافح نفض عن كاهله غبار الذل والخنوع وانتفض كطائر الفينيق من تحت رماد النكبة يعارك المحتل ويقارعه متسلحا بالإيمان وعدالة قضيته فكان أن مرغ أنوف الغزاة المارقين بوحل الهزيمة والاندحار وبمؤازة شرفاء العالم وقوى التحرر فيه ..وقد مجد شعراء وأدباء فلسطين والوطن العربي بطولات هذا الشعب المقاوم الأعزل وتضحياتهم ..وأذكر على سبيل المثال لاالحصر الشاعر المناضل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد
والشاعر الناضل د. لطفي الياسيني من الشعراء المحدثين ..فتحية إكبار وإجلال لأهلنا الصامدون في الأرض المحتلة في ذكرى النكبة التي مرت منذ أيام وتحية لكل الشرفاء في العالم .
الحقوقي :برهان عليوي . عضو اتحاد الصحفيين في سوريا .