قناديل النور والسلام
ثارت أمواج فؤادي غضبا وألما وحسرة
وانهمرت مدامعي مدرارة لبقايا أحلام
متناثرة وبقايا نور ملفوفة بضباب
وعتمة ليل تمدد باكيا على سرير الموت
الذي لن يطول انتظاره ..
والصمت يلفني ويدثرني كلحاف دافئ
من زمهرير المرار والبرد القارص..
وما زالت روحي وأعصابي تتمرغ كطفل
شقي بين خوابي الصمت وجسر أحلامي
وغيبوبة الظمأ بالعودة للوطن
لنضمد جراح أقصانا وزهرةالمدائن
وغزة وجنين وكل ذرة من ثرى الوطن
علنا بالأمل نغرس الرفق في أحشاء
بيارات البرتقال والليمون والزعتر
ونرسم البسمة بلون الزيتون على شفاه
الفجر الضحوك وزند الليل المتدثر بالأمل
ونعلق بأغصان الزيتون الصامدة
قناديل النور والسلام والتسامح
ونخبر هم أن النصر بات قريبا
فيا طواغيت الأرض من الإنس والجان
والمتآمرين على ثرانا ودماء الشهداء
وأقصانا وأطفالنا الأبرياء
مهما ارتجفت أطرافنا وجراحنا النازفة
واعتلى الضغط قلوبنا
وتراقصت الأحزان بخجل
فصمت قلوبنا المجبورة قهرا
لن يطفئ قناديل أحلام عشقنا
وحصاد بيادر أعمارنا..
سيبقى الأمل في قلوبنا مغروسا
يرفرف كراية النصر والتحرير
مخترقا ظلام قسوتهم
وعتمة سجونهم وقسوة جلادهم .
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر