لم يبقى لي نبض ..
في الذكرى السادسة لرحيل والدي الحبيب. رحمه الله
لم يبقى لي نبض ..
بعد غيابك ورحيلك من عالمي
تعثرت خطواتي يا والدي
وهاجمني السرطان
مما زاد من وجع رحيلك
ومدد أقدامه
كالأخطبوط في جسدي
آه يا والدي
لم يبقى لي نبض
وانصهرت تنهيدة فؤادي
ووهن العظم مني
وانهمر الدمع من مقلي ..
مرارالفراق والرحيل فجأة
تربع في أحشائي
و روحي باتت يتيمة
حين غابت شمسك
وتبعتها شمسي
وباتت ألحاني أنين
على ضوء العتمة
يكمم كل شيء وجدي
واشتياق عيني لرؤوياك ..
آه يا أبتي شاخت الروح
وشحبت ملامحي
من قسوة الريح
وصفعاتها لأنفاسي
وروحي باتت كل لحظة
تسمع طرق الأنين
على نوافذ قلبي
وعبر دروب الغياب
كأنها ضجيج وصخب
ربابة أخر الليل
حينما تشق قنوات صمتي
بالتنهيدة وصوت الأنين
فتغفو القلوب تارة
وتطبق الجفون على بعضها
على أمل اللقاء القريب
وتارة تستيقظ على الحنين والأشتياق
وكأن الروح أحرقت أوراق الذكريات الأليمة
وهدمت أرصفة الأماكن وبددت الظلال
وغيرت معالم الضفاف والدروب
التي حفرتها الأقدام تاركة فيها الأثر
وصوت الضحكات ما زال
عالق على أغصان الأشجار ..
ليتك بيننا لنعيد ذكريات الأنس
والسمر وفنجان القهوة
ونحتفل كما تحتفل الفصول الأربعة
حين تغير ألوانها وتجدد عهدها مع الطبيعة
فنرتق ثقوب الغياب والرحيل
قبل أن تهزمنا رياح القسوة والدهشة
علنا ننثر عبير تلك اللقاءات
فوق الجسور والدروب الباقية من أعمارنا ..
همسة قهر :
رحلت الرحيل المؤلم يا والدي مع مغيب الشمس
وسقوطها خلف الجبال على سطح البحر
فبقيت روحي معلقة بالنور والضياء
كطيور مهاجرة الى أبعد من المدى ..
لا يحتويها سوى الأمل بعودتك ..
وبعض الأمنيات الأشبه بالمستحيل ...
رحمك الله يا والدي وأنار قبرك
وجعله روضة من رياض الجنة آمين يارب
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر