لجلال مكة / الشاعر الدمشقي هيثم أحمد المخللاتي
----------
ماذا أقولُ وكلُّ قولٍ أصغرُ
يومَ الحجيجِ بمكةَ كم يُبهرُ
-
هل تَنصِفُ الكلماتُ رؤيا شاعرٍ
لجلالِ مكةَ منذ فَجرٍ يَكبُرُ
-
تبدو الحروفُ عصيةً في بوحها
هَـلاّ يؤرخُ شاعِرٌ ويسطِّرُ
-
فأنا تجاذِبُني الحروفُ لأنني
عِشقاً لوجهكَ كلُّ حرفٍ يَقطُرُ
-
إن القلوبَ سعيدةٌ في حَجِّها
لبَّت نداءَ الله وهْيَ تبشّرُ
-
تلك الجموعُ وإنْ عرفتَ مُرادَها
في الطائفينَ مُهَلِّلٌ ومُكَبِّرُ
-
وسَيقسمُ الطَّيرُ المحلِّقُ بالمدى
قد داخَ من سحر الطوافِ المَبصرُ
-
ولكم رغِبتُ بأن أكونَ بمكةٍ
وإلى فُيُوضِ الشوقِ دمعاً يَعبُرُ
-
وأقبِّلُ الحجرَ الكريمَ بلهفةٍ
وأظلّ دونَ ملالةٍ أستغفرُ
-
عرفاتُ يَشهدُ للمشاعرِ بَوحُها
فإذا ذكرتُكِ تستَغيثُ الأنهُرُ
-
وإذا أفضت أفضت دمعا نازفا
شوقا لهاتيك المنى لا يفترُ
-
من مَشهَدٍ في الحسن قلَّ نظيرُه
لمَّا الحَجيجُ مع الغروبِ تّنفرُ
-
هي لوحةٌ ألوانُها تُسبي النُّهى
وأرى السماءَ بفَصلِ صَيفٍ تُمطِرُ