في عام ٢٧ هجريا أرسل عثمان بن عفان جيشاً بقيادة عبدالله بن أبي السرح لمواجهة جيش الروم الذي جاء لاحتلال مصر
وانطلق ابن أبي السرح بجيشه الذي لم يتجاوز ثلاثين ألف لمواجهة جيش الروم الذي قارب المائتي ألف مقاتل
والتقى الفريقان في معركة طاحنة عند تونس استمرت قرابة شهراً كاملاً دون انتصار أي من الفريقين .
وعندما طال الأمر على الروم أعلن قائدهم جرجيوس مكافأة مائة ألف دينار من الذهب لمن يأتي له برأس ابن أبي السرح وعندما علم المسلمون بذلك اقترحوا على قائدهم أن يكون في مؤخرة الصفوف وبالفعل رجع إلى مؤخرة الجيش
، وفي ذلك الوقت أرسل عثمان مدداً إلى المسلمين بقيادة ابن الزبير وما أن وصل عبدالله بن الزبير إلى ساحة المعركة لم يجد ابن أبي السرح
فسأل عنه فقالوا له في مؤخرة الجيش فتعجب وذهب إليه وقال له يابن أبي السرح لماذا تقف خلف الجيش
فحكي له ماحدث وقال هكذا أشار علي الناس فقال له عبدالله بن الزبير بئس الرأي القائد يتقدم الصفوف ولايتأخر مهما حدث
فقال له ابن أبي لسرح وماذا ترى يابن الزبير فقال أرى أن ترد عليه حيلته وأن تعلن عن نفس المكافأة لمن يأتي لك برأسه فقال ابن أبي السرح نعم الرأي
ثم توقف قليلاً وقال يابن الزبير هل لك بهذه المهمة تأتيني برأس جرجيوس فقال نعم
وفي اليوم التالي تجددت المعركة وأخذ ابن الزبير كتيبة خاصة وانتظر حتى تعب الروم ثم انطلق كالبرق واخترق صفوف الروم
حتى وصل إلى خيمة جرجيوس وضربه بسيفه وقطع رأسه وسط ذهول الروم وتابع هجوم ابن الزبير هجوم جيش المسلمين فشتتوا شمل الروم وانتصروا عليهم انتصارا ساحقا ..
المصادر
كتاب سير أعلام النبلاء
كتاب الطبقات الكبير ص 129