بكيتُ بغداد / للشاعر / شمس الدين الكوفي
بكيتُ بغداد وا أسفي لماضيها
قد اوغل الغدر حطم كل مافيها
بكيت بغداد تاريخاً اقدسه
من الرشيد الى المنصور بانيها
كانت منارا لكل الناس شامخة
واليوم امست غراب البين ينعيها
باعوك بغداد بئس السعر ما خجلوا
وكيف يخجل من لا اصل له فيها
وقد تعاموا عن التاريخ ما حسبوا
ان الخيانة عار من يدانيها
ملؤ البوادي جيوش الكفر قد حضرت
دليلها الساسة الأنذال تهديها
نحو الخراب الى بغداد يفرحهم
قتل الالوف وقد هدت مبانيها
اما حسبتم بان الله سائلكم
عن كل قطرة دم سالت بواديها
بغداد بيعت على الميزاد صارخة
الله اكبر تعلو عند شاريها
اما كفاكم بما قد حل في وطني
من الخراب الى تهجير من فيها
واحر قلبي على بغداد يأسرها
احفاد كسرى وقيد الاسر يدميها
وقد تناسى اشقاء لها عرب
كم من مواقف من بغداد تهديها
في كل قطر لنا مجد يذكرنا
من الجزائر الى صنعاء ترويها
سلوا سيناء من كانت فوارسها
يوم الوطيس ومن كانت حواديها
سلوا الاردن والجولان تنبؤكم
كيف الجحافل من بغداد تحميها
روت التراب دماء الجند من بلدي
مثل السحاب اذا لبت دعاويها
هو العراق رجال تنتخي شیما
عند النزال اذا نادى مناديها
سابور عاد بثأر كان يحمله
ضد العروبة ظنا منه يسبيها
وكيف تسبی عروبتنا وان بها
محمد خیر خلق الله حاديها
فلا وربك يا بغداد ما انحنيت
هامات اهلك وما دانت نواصيها
وان اهلي من الشجعان قد سرجوا
خيل المثنى وساروا نحو داعيها
وقد اناخت حوادي الركب تتبعهم
جحافل النصر تعلوها سواريها
واقسموا ان يصلوا الفجر نافلة
عند الشواطيء يا دجلا فحييها
اما الشهيد فطوبی روحه جعلت
حواصل الطير في الجنات تأويها
سيندم الناس يوما ساء موقفهم
ويفرح البعض يوم النصر لاقيها