كلمات على ضفاف الحدث : نهضة التحدي الفلسطيني اختيار يبشر بخير..! / عبدالله عباس
ماحدث على ارض فلسطين خلال هذا الاسبوع ‘و التصدي البطولي للعدوان الاسرائيلي على اهل مايسمى بـ (الضفة الغربية – اراضي فلسطنية احتلت في حزيران 1967 ) بشرى للمستقبل الفلسطيني وبأن الجريمة التي حصلت عام 1948 باحتلال فلسطين وتاسيس كيان استيطاني عدواني أصبح منذ ذلك التاريخ سرطان ينخر بالاوضاع الامنية لمنطقة الشرق الاوسط لان هذا الكيان ماكان ان يبقى في ظل امن واستقرار هذه المنطقة .
حيث ان الوضع الغير طيبيعي في فلسطين لاينتهي الا بارادة الشعب الذي شرد بشكل منظم و في اطار مؤامرة اشتركت فيها كل قوى الغرب العدوانية ‘ بداء بوعد اجرامي سمي ب ( وعد بلفور ) ‘ وعد اشرس حركة عدوانية خبيثة ( الصهيونية العالمية ) بتحقيق حلم كاذب ( العودة الى ارض الميعاد ) .
ماحصل اثناء العمل التامري لتحقيق حلم الصهاينة ‘ مؤامرة خطيرة شارك فيها كما قلنا كل قوى الغرب الاستعمارية بقيادة الامبراطور الاستعماري العدواني ( بريطانيا ) كانت تسمى العظمى واليوم تابع ذليل لمصدر القرار الامريكي الصهيوني ‘ ما سهل تحقيقة كما خطط الغرب له هو ماحصل بعد الحرب العالمية الثانية حيث انتصر حلفاء الغرب على الامبراطورية العثمانية و ضمن نهجهم العدواني ‘ كان تفكيك الشرق الاوسط كخطوة اولى لتحقيق وعد بلفور من اوائل اهدافهم ‘ وحيث انهم كانوا يعلمون ان تفكيك الارض والناس في المنطقة وحده لايكفي اذا لا يحكم الدويلات التي اسسوها على اساس قبلي متخلف من وجوه مطيعين لهم ‘ فهولاء الحكام وفي اثناء تحقيق خطة الغرب اظهروا انفسهم بانهم ضد خطوات الغرب لتحقيق الحلم الصهيوني ‘ ولكن في الواقع ‘ مشاركتهم في تشريد الفلسطينين و سلبهم لارادتهم بان يواجهوا مؤمراة تشريدهم ‘ و ادعائهم بانهم يمثلون الحق الفلسطيني في جانب وفي جانب اخر يسهلون خروج اليهود في دولهم والذهاب الى فلسطين ليساهموا في تاسيس كيانهم المسخ ‘ فسح المجال لهولاء الحكام ان يعتبرون انفسهم ممثلي الحق الفلسطيني امام المنظمات الدولية و هم لعبوا دور الخبيث في بناء معسكرات اللاجئين الفلسطينين و يشاركون في احباط ظهور اي ارادة فلسطينية واستمر هذا الاسلوب لحكام المنطقة الى ان سهلوا بهذا طريق عدوان 1967 حيث احتل الصهاينة كافة الاراضي الفلسطنية وساعد الموقف المخزي لحكام المنطقة في زيادة معسكرات المشردين الفلسطينين ..! الى ان ساعد مواقف بعض القوى الدولية و ارادة الفلسطينين الذين لم يستسلموا لليأس يوما تجاه العمل لتحقيق حلم الوحدة .
فكان وبعكس الحلم الصهيوني ‘أن احتلال مايسمى بـ (الضفةالغربية ) هيأ الارض امام نمو ارادة المقاومة الفلسطينية مباشرة بوجه الاحتلال الصهيوني ‘ بدأ نمو هذه المقاومة بانتفاضات شجاعة وهذه الانتفاضات فتحت الباب امام ظهور قيادات فلسطينية ترفض التبعية لحكام المنطقة كما كانوا في عصر عيشهم في معسكرات اللاجئين ‘ بدئوا يقاومون المحتل من الداخل وينمو قوة المقاومة ‘ وهذا التحول اعاد الثقة للفلسطينين بانفسهم في مواجهةمباشرة بوجه الصهيوني المحتل ‘ ادى ذلك الى زرع الرعب داخل كيانهم رغم جبروتهم ‘ لانهم يشعرون بخطورة النمو المستمر للارادة الفلسطنية داخل اراضيهم المحتلة ‘ واذا استطاع الفلسطينين بالصمود ‘ والتصدي لشراسة المحتل كما فعلوا هذه المرة وسيتكرر كلما تعامل المحتل بعدوانيته ‘ مع مرور الزمن تصبح الارادة الفلسطنية في مواجهة المحتل واقع يجبر العالم للتعامل مع حقيقة وجودهم داخل اراضيهم وليسوا في معسكرات اللاجئين ‘ وهذا جل ما يؤدي الى نمو الرعب داخل الكيان الصهيوني المسخ الذي اسس على الباطل ‘ فما يبقى عند ذلك الا اختيارين يصب احداهما في مستقبل فلسطين : فاما ان يؤدي نضالهم وصمودهم من الداخل الى ظهور وضع شبه ما حصل في جنوب افريقا الذي انهى صمود اكثرية السود نظام الفصل العنصري ‘ او يؤدي صمود الفلسطينين في الداخل اجبار الصهاينة الى التخلي عن عنصريتهم وغروريهم ويسلمون للاعتراف بالحق الفلسطيني وعودة من شردوا منذ1 1948
فقط ان الفلسطينين امامهم اختيار مهم ان لايتخلون عنه وهو عدم التنازل عن ارادة المقاومة من الداخل وسيجبرون بذلك فقط الى اعادة حقوقهم الذي شارك كل قوى الشر في سلبه منهم و اسسوا على حساب دمائهم كيان مسخ منذ عشرات السنين يزرع الشر في هذه المنطقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل