أيّ أمٍّ أنت ؟! / الشاعر عبد القادر مراعبة
الرمل
أيُّ أمٍّ وجــهُها بــــالنّـــورِ يُـــــرسَــــمْ
في ظلالِ النّعشِ يُعطي الموتَ مبسَمْ؟!
أيُّ أمٍّ ..... تجــدلُ الآلامَ .....حــتــى
بعدَ عصْرٍ ....صارَ طعمُ الحُزنِ بلسمْ؟!
أيُّ أمٍّ ، ..وابنُــها يمــضــي شـــهيـــداً
تســـجُــنُ الآهـــات في صــبـرٍ تَـــألّـمْ؟!
يـا لهـــــذا الصّــبرِ فــي وجـهٍ تجــلّى!
يُشــبهُ الإعجـازَ فــي العـذراءِ مـريــمْ
يشـــبهُ الخنــسـاءَ فـي ذات المـآســي
يَــومَ كانـتْ فـي سـجالِ القهـرِ مَعــلَمْ
أيُّ أمٍّ أنــتِ ..... يعــلـــوهــــــا إبـــاءٌ
زلــزلـتْ بالمـوتِ مـنْ بالعيــشِ يْســأَمْ
أيقَـظـتْ أرواحَ مـــنْ كانــوا حَـــيارى
فَـارتَـقــى الحـيرانُ بعد العجـزِ سُــلَّـمْ
أنـــتِ تاريــــخٌ وأمــجــادٌ ســــتبـقــى
فـــي جــبالِ النّــارِ والباغــي سَيُهـزَمْ
يــا مثــالَ الطّهـرِ فـي عصـرٍ تشـــظّى
وغَــدا فـيــهِ ســليلُ المجـــدِ يُعْـــدَمْ
لـــنْ تكــوني غيــرَ نــورٍ بعــدَ نــــورٍ
في جـــنانِ الحـقِّ بينَ الحورِ يُكـــرَمْ