وقف الرجال كصخرةٍ / د. احمد الحسن
هذي حصيلة عَدْوِنا لعدوّنــــــا
قتلٌ وذلٌّ يستتبُّ بأرضنــــــا
هذي نوايا المجرمين وحقدهـم
وسلامهم يرمي إلى إذلالنــــا
قالوا لنا - والقولُ قولُ عدوّنـا-
"يا أمة الإسلام إنّا ها هنـــــا
لن تستريحوا يا رجال محمــــدٍ
سنبيدكم ولبعضكم شدوٌ لنـــا
وندمّر الأرض التي تحويكـــــم
إنا قرأنا الوعد في توراتنـــــا"
هرْجٌ سرابٌ وعدهم يا كِذْبــــهُ
بئستْ مقالتهم فهم أدرى بنــا
هاتيك صولات الرجال نداؤهــا
أرض العروبة لن تكون لغيرنـــا
بتدلّلٍ تُفدى لها أرواحنـــــــــــا
ستشاهد الدنيا ضراوة فعلنـــــــا
راياتنا خفاقة فوق الــــــــذرى
ونعيش أسياداً كما أجدادنــــــــــا
ويلٌ لمن يبغي الوقوف بوجهنا
ويلٌ له إن مرّ طيفاً أرْعنـــــــــــا
أما فعال الغدر طبعٌ في العــــدا
والأصل نعرفه فهمْ أعداؤنــــــــا
لا تعجبوا فالخبث ماء حياتهم
فَلِمَ الغرائب تعتلي حكّامنـــــــا
ولم السكوت على عدوٍّ غادرٍ
قاد الجرائم واستباح نساءنـــــا
وعدونا بصلافةٍ يتجاهــــــــر
سنبيدُ شعباً في الجنوب مواطنا
سنبيده سنعيده تحت الثـــرى
شبلاً وشيخاً كي نشمَّ نسيمنـــــا
في ظلّ وضعٍ مستتبٍ آمـــنٍ
لا تعْكِروا صفْوَ الأمان لشعبنـــا
وتدفَّق الأعداءُ أعداد الحصـى
والطائرات تجوب عرضَ سمائنا
تغدو تجيء بكل يُسْرٍ حـــــرَّةً
وتدمّر الأطفال فيك جنوبنــــــــا
آلافُ كَثْرَةَ من جنود مشاتــــه
عبروا الجنوب وقطّعوا أطفالنـا
والطائرات قنابلٌ محمومــــــةٌ
تهوي على شيخٍ عجوزٍ مؤمنــا
فتبيد تحرق تعتلي بل تهبـــط
فوق الحرائر من بنات جنوبنــا
والطائرات بأرضنا تستعرض
هبّت تهدّد شعبنا إن آمنـــــــــــا
أو هبَّ من أجل الحمى ليقاتــلا
جند العدو وصائناً أعراضنـــــــا
والحمد لله العليِّ بعــــــــــــزَّةٍ
وقف الرجال كصخرةٍ من أرضنـا
وقفوا رجالاً صامدين بعزّهـــم
ضد الغزاة يلقِّنوهمْ بأسنـــــــــــا
بأس العروبة والرجولة والفدا
بأس الملايين التي من شعبنــــــا
وقف الفدائيّ الذي لا يملـــــك
غير البنادق في وجوه عدونــــــا
والصبر والإيمان زاد حياتـــه
يهوى الشهادة في سبيل جنوبنــا
يهوى الشهادة في سبيل دفاعه
عن دينه عن أرضه عن قدسنــــا
والنصر من رب العباد حليفه
ما عاد يرقب نصرة من جمعنــا
آه على يوم التضامن ليتـــــه
يأتي إلينا بابُه أرواحُنـــــــــــــا
ونعيش شعبا بالعروبة فخـره
ونكون إخواناً كما أجدادنــــــــا
نعتز بالإسلام ديناً قيّمـــــــــــاً
ودمُ العروبةِ يغتلي بعروقنـــــــا