والشَّاعرُ سليمان دغش نشيط جدًّا في السِّياسةِ وأحدُ رموز الحركةِ الوطنيَّةِ في الداخل...أسَّسَ الحزبَ التقدُّمي الإشتراكي سنة 1989 ولا يزالُ يرأسهُ حتى الآن ...وكانَ لنا معهُ هذا اللقاء الخاص والمُطوَّل .
* سؤال 1 ) الشَّاعرُ المُخَضْرَمُ " سليمان دغش " أشهرُ من نارٍ على علم ... كيفَ تُقدِّمُ نفسَكَ للقرَّاء ؟؟
- أعَرِّفُ نفسي للقرَّاءِ من خلال ِ ما كتبتهُ من شعر ٍ ابتداءً من ديوان "هويَّتي الأرض " الذي كُتبت معظم قصائده على أوراق السجائر في السجون العسكريَّة الإسرائيليَّة وكانَ بمثابةِ تأشيرةِ دخولي بثقة وقوَّة إلى عالم ِ الشِّعر ِالمُدهش .. ومن خلال ِ تطوُّر موهبتي الشّعريَّة لأكثر من ربع قرن استطعتُ خلالها أن أثبِّتَ بَصْمَتي الخاصَّة في مجال ِالشعر وأن أصبحَ أحدَ كبارِ الشُّعراءِ الفلسطينيِّين والعرب البارزين في المشهدِ الثقافي العربي متجاوزًا بدايات الشِّعر الفلسطيني المُقاوم بما فيهِ من مباشرةٍ إلى آفاق الإبداع ِالأرقى والأسمى ومنسجمًا مع الحداثةِ كقيمةٍ وجوهر بوصفِ الحداثةِ جوهر الوجود غير مُكترث بحداثةِ الشَّكل أو شكل الحداثة ِ التي ينطوي تحت عباءتِها الكثيرُ من الكُتَّاب والشّعراءِ دون أن يستوعبُوا الحداثة َ كجوهر وَكقيمةٍ جماليَّةٍ وإنسانيَّة متطوِّرة أبدًا .
*سؤال 2 ) العراقيلُ والصُّعوباتُ التي واجهتكَ في البدايةِ وكانت حَجرَ عثرة ٍ أمامَ انطلاقاتِكَ الكتابيَّة وغيرها ؟؟
- بدأ اهتمامي بالشِّعر ِ في جيل ٍ مبكر ٍأثناءَ دراستي الثانويَّة حيثُ استهواني الشِّعرُ واللغة ُ العربيَّة الغنيَّة والجميلة من خلال ما قرأتهُ آنذاك لشعراءٍ عربٍ وفلسطينيِّين كانَ أبرزهم " محمود درويش " و " سميح القاسم " و " نزار قبَّاني " و "عبد الوهاب البياتي " و" السَّيَّاب" وغيرهم .. ممَّا دفعني بشغفٍ ولهف ٍ إلى محاولة ِ كتابة الشِّعر ... وقد نشرتُ أوَّلَ قصائدي على صفحات جريدة " الإتحاد " ومجلَّتي " الجديد " و " الغد " اللتين انطلقَ منهما شعرنا المُقاوم . ومن أهمِّ المُنعطفات التي أثَّرت في مسيرتي السِّياسيَّةِ والشِّعريَّةِ في آن واحد كان دخولي السِّجن العسكري في سنِّ الثامنة عشرة .... وتحديدًا بعد إنهائي الدراسة الثانويّة .... فعلى أوراق السَّجائر كتبتُ معظمَ قصائد ديواني الاوَّل " هويَّتي الأرض " التي كانت تنشرُ في تلكَ الصّحفِ المحلَّيَّة . وعلى الرغم ِ من قساوةِ السِّجنِ فقد بقيَتْ روحي حُرَّة ً مُنطلقة ً كفراشةٍ ملوَّنةٍ على سفوح ِ الجليل والكرملِ ومروج ِالوطن الجميل المُمتد من الماءِ إلى الماءِ ... ولا شكَّ أنَّ ثمَّة صعوبات واجهتني كما واجهت أبناءَ جيلي ... كانَ أهمّها المُلاحقات المُكثَّفة للسلطةِ وأجهزتها لكلَّ أصحاب الكلمة الجريئة والشَّريفة المناضلة في محاولةٍ لإسكاتِ صوتِنا المُعَبِّر عن انتمائِنا وهويَّتنا القوميَّةِ والوطنيَّة كجزءٍ حيٍّ وفاعلٍ من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربيَّة ،هذا الصوت الصارخ الذي سُمِّيَ في حينهِ " أدب المُقاومة " لما حَملهُ من روح المقاومة والتحدِّي والصمود والثبات على هذِ الأرض التي قالَ عنها محمود درويش
على هذهَ الأرض ما يستحقُّ الحياة ) .