فلسطين / د. ليلى عريقات
لامني بعض الأصدقاء لأني أكتب دائماً عن القدس
ومناطق فلسطين الداخل، ولا أذكر فلسطين الساحل
المحتلة سنة ثمان وأربعين ونصحوني أن،
أكثر من الكتابة عنها حتى أحفز ذاكرة النشء اإليها.
وقالوا قد خصَصْتِ القدسَ دوماً
وباقي الأرضِ ليس لها اهتمامي
لها الإسراءُ والمعراجُ مِنها
فكيفَ أحيدُ عَن هذا المَقامِ
وبارَكَ حوْلَها ربّي بِآيٍ
لِذا أبوديسُ يا أغلى هيامِ
وكم هتُفَ القصيدُ بِسِحْرِ يافا
رضِعتُ بِأرْضِها قبلَ الفِطامِ
إذاعتُها أبي قد كانَ فيها
يُذيعُ الشِّعْرَ ينقُدُ لِلْأنامِ
وساحِلُها يُناديني فَأعدو
ورمْلٌ كالُّلجينِ بَدا أمامي
وحيفا والتّجارةُ والمَواني
لها شأنٌ عظيمٌ في المَرامي
وعكّا والبطولةُ فَخرُ شَعْبٍ
بها الجزّارُ كالّليثِ المحامي
مَنيعٌ سورُها آياتُ عِزٍّ
لها التاريخُ يشهدُ باحتِرامِ
وناصرةُ المسيحِ لها ودادي
ونشْأَتُهُ بِها أعلى وِسامِ
تضامَنَتِ الكنائسُ مع أذانٍ
لِكيْ يَرْتَدَّ قانونُ اللئامِ
وفي طبريّةِ الأسماكِ كانت
حَكايا جدّتي تُذْكي غَرامي
وفي لدٍّ وفي صفدٍ جَمالٌ
يَسُرُّ الناظرينَ على الدّوامِ
ورَمْلَتُنا لَها ألَقٌ بَهِيٌّ
وهل تُنْسى إذا ما رامَ رامِ
فلسطيني وما فَرَّطْتُ فيها
بِشِعري إنَّما عَقَدوا كَلامي
قَدِ احتلَّ الصّهاينةُ الأفاعي
بِلادي بالشّرورِ وبالرِّغامِ
بِعَوْنِ اللهِ ينصُرُنا عَلَيْهم
بِهِمَّةِ فارسٍ مِنّا هُمامِ
رسولُ اللهِ قُدْوَتُنا لِنَصرٍ
سَنَطْرُدُهُم بِحَدِّ لَظى الحُسامِ