توقفَ منتظراً دون أن يتململ / الشاعرة حكمت احمد شوقي
توقفَ منتظراً دون أن يتململ ، دون أن ينفث دخانه بعبثيةٍ كعادته
هاهي تقترب حافلة النقل الداخلي ، يصعد إليها مبتسماً رغم التدافع
لشعوره بأن جميع المتدافعين أناسٌ يشبهونه تماماً من حيث الوجع
لكن بنسبٍ مختلفة ، ولم لا وهم ينتمون للعالم الثالث بعد المئة
بدأ يتحسس جيبه والحافلة تسير ، والمناكب تتزاحم ، وأحلامه تدغدغ مبسمه
فقد آن الأوان ليبر والده المُقعد منذ سنين خلت ، ويصطحب والدته
الهرمة للطبيب ، لا بل سيذهب مع شقيقته للتسوق
ربما ليشعرها بأنها صبية على قيد الحياة والأمل
أحلام تراوده مع ذلك الزحام والفوضى والحافلة تسير
نعم قالها في نفسه سأنسى نفسي لأرضي عائلتي
هو يشعر بشيء من الاعتزاز بالنفس فاليوم قد قبض راتبه
الأول بعد تخرجه من الجامعة بعد عناء وسهر ليالي
أكلت من عمره أعواماً تخللها طعم المرار بألوان متعددة
كل ذلك يدور في خلده وبين اللحظة و الأخرى يتحسس جيب بنطاله
ابتسم ابتسامة عريضة لفتت إليه الأنظار نعم نعم وصلت الحافلة
بعد التدافع نزل مندفعاً وسط تلك الكتل البشرية ،
تنفس الصعداء ، اقترب من رؤية عائلته ليسعدهم بما قبض من راتبه
كاد يلتهم الطريق ويده في جيبه ليطمئن على
أن أحلامه لا زالت قابعة في جزدانه
إلا أن شارة المرور الخضراء قد سبقته لتلتقفه
أول سيارة عابرة فترديه طريحاً هو والحلم الذي لم يكتمل