يا جنينَ / د. عبد القادر مراعبة
يـا جـــنينَ المَجـدِ يـا دربَ الفِــدا
يـا مَـدى الثُّـــوارِ مـــا دامَ المَـدى
صُنتِ طُهرَ العَهدِ ، صغتِ المَشهَدا
صِـرتِ بابَ الْوَعـدِ ، منـكِ المُبتَـدا
يا مَسارَ الأُسـدِ ، تيهي ، وافْخَــري
إذ جَعلتِ الصّــمتَ صَـوتـاً مُـرعِدا
أنشَـــدَ الأحـــرارُ لحــناً ثـــائـــــراً
والصّـدى مــنْ وقْــعِ رَمـيٍ أنشَـدا
ثُــلّـــــةٌ لَبَّـــــوا نـِـــداءً طــاهِــــراً
نازَلــــوا مَسْخاً ، تمادى ، واعتَـدى
أطلـــقـوا صَوبَ الأعـادي نـارَهُـمْ
ردُّهــمْ مِـــنْ كــلِّ حَـــيٍّ زَغْـــــرَدا
أربَــكــــوا ذاكَ الأثـيـــم الْمُعتَـــدي
فارتَقـــوْا فَخـراً ، ونالــوا المَقــعَدا
عنـــدَ ربٍّ، فـــــي جِــــنانٍ أُزلِفَـتْ
منْ شَــهيدٍ لـــمْ يَهــبْ نــارَ الـرّدى
سِـــــتّةٌ فــازوا بِطـوبـى في العُلا
خَــلَّدوا نهــجاً ، فريــداً، مُفــــرَدا
فـــارَقــوا ســاحَ الــحِمى لكنَّهُــــمْ
لــمْ يَـزالــوا فـي رُبــانـــا كالنّــدى
منــهُ نبــضُ الزّهْـرِ فَجْـراً يَـرتـــَوي
ثـــمَّ يمضــي عــابـقاً عبْــرَ المَـدى
إنّـــــهمْ أحْـــياءُ فـــي أوصــالِــــنا
ذكــرُهُـــمْ فيـــنا حَــبانا سُــــؤدُدا
لـمْ يَمُـــتْ مَـنْ كـانَ شـهماً فارســاً
بَـلْ جِــمارُ المَـوْتِ تُحـيي المَولِـــدا
حَـسْـــبُنا جَـــمعٌ تـواصَــوْا بـالْهُـدى
جَـــدّدوا بعــد الخَــوالي مَـوْعِـــدا
دورةُ الأبـــــرارِ تُحـــــيي بَعْضَــــها
ودَمُ الأحْـــرارِ ، يبقــــى مُـرشِـــدا