الليلة الثانية من الاعتداءات و القدسُ تصرخُ / د. عبد القادر مراعبة
القدسُ تَصـْرُخُ ،بيـنَ الجَـمرِ واللَّهَـبِ
ثَكـلى تُنادي ،وتَرجــو نَخْـوةَ الْعَـرَبِ
أيْنَ، الشّهامَةُ ، فَــالأقصـى يُناشِدُكمْ
يَشْكو ويندُبُ مِنْ أرجـاسِ مُغتَصِبِ
رَهْطٌ تَداعَوْا إلى السّـاحاتِ يَدْفعُـهُم
حِقْدٌ دفينٌ ، كما القطـرانُ في العُلَبِ
داسُـوا حِمـاهُ وعاثـُوا فـي مَحـارِمِـهِ
والنّـاسُ تَذرفُ دَمـْعَ اللّومِ والغَضَـبِ
حَتّى الحَرائـر ، لـمْ تسْــلمْ مَهاجِــعُها
هَــبّتْ فذاقتْ مِـنَ الإرهــاقِ والتَّعَبِ
أنــــا الأَســـيرةُ ، أوصــالـي مكبَّــلــةٌ
مازلتُ أَنشُـــدُ أحبــابي مـنَ النُّــجُبِ
صَـوتـي يُزَمـجــرُ ، والأصْــداءُ تنقـلُهُ
والعُربُ تصْمتُ، كالأنعــامِ لــمْ تُجِـبِ
عُميٌ وصُمٌّ ،وداءُ الصّمتِ يصْــرعُـهُم
والشّجبُ منهم ،دَعِيُّ الزَّيفِ والكَذِبِ
كَـم هِــمتُ أبكي ، ولا آذانَ تُسعفـُني
والآهُ منّي ، كما النيرانُ في الحَـطَبِ
هُبّـوا ، ولبّـوا ، ألا تَصحو ضَـمائرِكُمْ؟!
سالتْ جُروحي كسيلِ الماءِ في السُّحُبِ
والله لو صِحتُ في أسْماعِ مَنْ كَفروا
لقــامَ بالعُــرفِ يَحْـــمينـي أبو لَهَبِ؟!