إلى أين تمضي دولة الإمارات؟
فجر مواطن كويتي يدعى (وليد المطيري) كان في زيارة لدولة الإمارات سلسلة غريبة من الأحداث. فقد هتف الشاب في وجه عائلة إسرائيلية في مطار دبي (فلسطين حرة) أو ما يشبه ذلك. فاستنفرت دولة الإمارات بكاملها لهذا الحدث البسيط، ودخلت في معركة واسعة مع المطيري، ومع الكويت، ومع كل من يعادي إسرائيل، على أرضية أن الشاب المطيري (أرعب) العائلة الإسرائيلية المسكينة!
بل إن الأمر وصل إلى أبعد من هذا، إذ يبدو أن الأجهزة الإماراتية سربت فيديو للمطيري في غرفته بالفندق في دبي، وسلمته للمخبول الإسرائيلي (إيدي كوهين) الذي نشر مقطعا من الفيديو، مهددا بنشره كاملا، إذا لم يعتذر المطيري علنا.
والأسئلة الخطيرة التي تنبثق من هذه الواقعة هي التالية:
أولا: هل تصوّر الأجهزة الإماراتية كل النازلين في الفناق الإماراتية في غرفهم الخاصة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهذا انتهاك مرير ولا مثيل له في كل العالم. وهو سيعني أن الإقامة في أي فندق إماراتي أمر خطير ويجب تجنبه. إذ يمكن للأجهزة الإماراتية أن تصورك في الفراش أنت وزوجتك، وتستخدم الأمر لابتزازك. بل وأن تسلم هذا لأعدائك ومخاصميك.
خطورة هذا الأمر هي التي جعلت المخبول (إيدي كوهين) يحذف مقطع الفيديو الذي نشره من غرفة المطيري. ولا بد أن الإمارات هي من طلب حذفه. ومنطقها يقول: لقد أعطيناك الفيديو لا لكي تنشره، بل لكي يكون عصا في يد إسرائيل ضد المطيري وأمثاله.
ثانيا: كيف يمكن لدولة تحترم ذاتها أصلا أن تلعب مع مخبول مثل (إيدي كوهين)؟ أمر لا يصدق أن تنحدر دولة الإمارات إلى مستوى إيدي كوهين.
ثالثا: لماذا تندفع دولة الإمارات، التي تدعي أنها دولة هادئة ولا تتصرف برعونة، إلى وضع نفسها في مواجة الغالبية الشعبية التي تعادي إسرائيل؟ لماذا تريد أن تبدو وكأنها إسرائيلية أكثر من الإسرائليين أنفسهم؟ لما تتصرف وكأنها دولة يهودية ثانية في المنطقة؟ وأين يمكن أن يوصلها العداء لغالبية العرب بشأن إسرائيل؟
أكثر من ذلك، لماذا تريد الإمارات أن تبدو وكأنها مخبولة مثل إيدي كوهين؟ أليس هناك من هم أعلى مستوى منه كي تلعب معهم؟