من وحي الحدث ،
وقرب حلول ذكرى النكبة
ماتَ الضّميرُ
د. عبد القادر مراعبة
ماتَ الضَّـميرُ ، وباتَ القَــومُ أَشْـتاتا
ماتوا بصَمتٍ ،وصَـوتُ الحَقِّ ما ماتا
خَمـسٌ وسَـبعونَ مِـنْ تاريـخِ نَكبـتِنا
والشّعبُ يَعجِنُ مِن ذا القَهـرِ أقْــواتا
العِقْـدُ بالعِقْد يَمحـو صَــفوَ نَشـوَتِـنا
ومـا حَسَـــبنا لغَــير الصَــبْر أَوقــاتـا
القَتلُ ، والهـــدمُ ، والتهــويدُ يكبِتُـنا
وما سَــمعنا سِوى للشّــجبِ أصْــواتا
هٰـذا عَـدوٌّ ، لَئيــمٌ ،مُجــرمٌ ، شَــرِسٌ
بِـالنّــارِ أنبــتَ جَـــذْرَ الشَّــــرِّ إِنْبــاتـا
مَسْــخٌ ويقـفزُ مِــــنْ كِـبْرٍ إلـى عَنَـتِ
وفي المَحـافلِ يَحـمي الفعلَ والذّاتَ
يمضـي ،ويَـزرعُ فَـوقَ الأرضِ فِتنَـتَهُ
مِـــنْ بعـدُ يُصْـــبحُ للإصْــلاحِ مِــرْآةَ
غِرٌّ ، وضـيعٌ ، عَــنِ الأخــلاقِ منـفَلتٌ
إنْ شــاءَ أفلتَ سَــهمَ الغَــدرِ إِفْــلاتـا
مهما تمــادى ، فــلا نيـرانَ تُـــرهِبُـــنا
إنّا صَــنعنا مِــنَ الأشـــواكِ مِصــــفاةَ
حَــتّى تُصَـفّي،مـن النيــرانِ جَـذوَتَـها
فَتجـــعلَ الجَـــمرَ للأحْـــرارِ مِشــكاةَ
كــنّا ضِـعافاً ، وذئـبُ الغــابِ يَنهَشُــنا
واليـــومَ نُثبــــتُ للأعْــداءِ إثْبــــــاتـا
أنّــا رصَـدنا لِـدفــعِ الظّلـمِ معــركـــةً
لــنْ تجــعلَ الــرّدعَ للمغـرورِ مَنـجـاةَ
فَالنّــدُّ بالنّـدِّ ، والجَــولاتُ قـــادِمَــــةٌ
والـــرّدُّ آتٍ عَلـــى مــا آنَ ، أو فــاتـــا
سَــيَبزُغُ الفَجـرُ بعدَ الليـلِ في وَطَني
والنّصـــرُ يُصْــبحُ للأوهــامِ مِمْحـــاةَ