في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة
د. عبد القادر مراعبة
أيّار يَأتي
البسيط
أَيــارُ يَأْتــي، فَتـــأْتي نــارُ لَــوعَـــتِنا
تَــرمـي لظـاها عَـلى أَطــلالِ نَكبتـِنا
نَبكي بصــمـتٍ ، ولا آذانَ تســـــمعُنا
والقلبُ يقـرعُ مــنْ أوْجاعِ حســرتِنا
سَبـــعونَ وَلّتْ مــنَ الأعمارِ نَحسـبها
والحزنُ يَرسُـمُ قوســاً فوقَ جَـبهتِنا
أيّـارُ حَــيٌّ ويَســري فـي مَواجِــــعنا
ما زالَ يَـزفِــرُ فـي أنفاقِ صَــــدمَتِنا
فـي كُلِّ يـــومٍ نَــرى أيّارَ مــنْ أَشِـــرٍ
يَســبي حِـمانا ،ويكوي نـورَصَـفوَتِــنا
يَصْــطادُ ، يَقـمعُ ، فَالتّهـويدُ ديـدَنُــهُ
يَجثــــو بِحِـقدٍ علـى أبــوابِ قَلعَــتِنا
يُدمـي ،ويَقتــلُ ، لا أعْـرافَ تضبــطُهُ
يَبنــي قـلاعاً علـى أنقـاضِ كَبــوَتِنــا
فــي كـلّ حـيٍّ مــن الأحيـــاءِ يُؤلمُنا
والجُـــرحُ ينْـزفُ مــن أعمــاقِ مُقلتِنا
والقُــدسُ تصــرُخُ ، حيثُ النارُ تُلهِبُها
أيـــنَ الشَّــهامةُ ؟! يـا أبــناءَأمَّـــــتِنا
أيـنَ الكـــرامةُ ؟ مَســراكُم يُنـاشِـدُكمْ
هُـــبّوا ولبّـــوا ، فأنتـــمْ فَـــجـرُ عِزّتِنا
قُومـوا جميـعاً ، فَــلا جدوى بِتجزِئَـةٍ
تاهـتْ خُــطــانا علــى أشْـلاءِ فُرقَـتِنا
صِــرنا هـَـباءً ، وريـحُ الغـدرِ تَقـذِفُــنا
والضّـعفُ يأكــلُ مــن أقـواتِ قُـــوَّتِنا
سَبعونَ راحَتْ وأهلُ البَيت مارَجـعوا
والقَهرُ يَعصــــفُ في صَـحراءِ غُربَتِنا
لكـــنَّ طَـــيفاً مِــنَ الآمــالِ يَحـمِلُـــنا
يَحْمي خُطـانا ، ويـروي نبضَ نَشوَتِنا
فَـالحَـقُّ نــــورٌ ، ولا نيـرانَ تَحْـرقُـــهُ
والعـــــدلُ منبَـــعُهُ، ميـزانُِ ثــورَتِــنا
للنّصــرِ نَمضي ،إذا الإخلاصُ يجمعُنا
والمجدُ يسـجُدُ في أفيــــاءِ وحـدَتِنا
نَـدعــوكَ ربـي، كـفـانـا مــا يُـؤرّقُــنا
وحّــدْ رُؤانـا، ويسِّــرْ دربَ عَــودَتِــنا