وُثوق وثبات
شعر عبد القادر مراعبة
مَنْ قــالَ أن الـعــادياتِ تكبّـلتْ
ولجامُها فقدَ الفوارسَ فارتَخى؟!
أو أنّ إيـــاتِ الصّـمودِ تلطــختْ
والمجدَ من وحْل اللئامِ تلـطّخا!!؟
لا والّذي سَمكَ السّماواتِ العُــلا
وجلالُهُ جــوفَ القلـوبِ ترسّـخا
فالخَـيلُ ما زالتْ تسابـقُ بعضَــها
وتدوسُ مَنْ شَرِبَ الخنا وتشَمَّخا
ولجـامُها بيد الفَــوارسِ لــمْ يزلْ
يشتدُّ في سـاح النّزالِ وما ارتخى
فالمجـدُ فـي سِــفر البقاءِ مخــلّدٌ
مـن حبــرِ أقــلام الدّمـاءِ تــَـأرّخا
لا ينثني صَــبرُ الرّجـــالِ بهَــفوةٍ
مِن صُنعِ وغدٍ في الخَفاءِ تَوسّخا
أو كَبـــوةٍ لا عِلـمَ يحصـرُ سِـــرّها
أو لحظـةٍ فيـــها القـــرار تفسّــخا
فالصبرُ في عُـرفِ الرّجـالِ كَرامـةٌ
والمكرُ لا يحـمي صـديقاً أو أخــا
والثّورةُ العصــماءُ يبقى صَــوتُها
وكما الفضـــاءُ من الرعودِ تفخّخا
والنصـــرُ ينتـظرُ الجموعَ بلهــفةٍ
ليفيضَ من فيهِ الصّباحِ ويصْرُخا
سَــتعودُ أســرابُ النّسـورِ قلاعَـها
حتى وإنْ باضَ الغُـرابُ ، وفَــرَّخا