الشاعر بديع رباح: في ظل ما نمر به.. لا بد من أن يكون الشعر المقاوم من الأولويات
يذهب الشاعر بديع رباح إلى أن الشعر هو ديوان العرب «الذي وثق ويوثق لتاريخ الأمة ولا ينفصل عن قضاياها، فلا بد من أن يكون الشعر المقاوم في ظل ما نمر به من الأولويات»، مضيفا «أن القصيدة العمودية بموسيقاها العذبة هي غاية وصورها الرائعة في الجمال وترتاح لها الأذن وبذلك عندما نكتبها فنحن نحافظ على الأصالة في الشعر العربي».
الشاعر بديع رباح نفسه من مواليد مدينة رام الله في فلسطين، عام 1952، حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية عام 1977 من جامعة بيروت، وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وعضو في منتدى البيت العربي الثقافي ومنتدى سما الثقافة. صدر له عشرة دواوين شعرية، ومجموعة حكايات واقعية، وكتاب أضواء في النحو والصرف صادر عن دار يافا العلمية، شاركت بعض قصائده في لوحات شعرية مغناة في أكثر من أوبريت مدرسي منها: تيجان السوسن وكذلك أنت الدليل. وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية وغيرها في الداخل والخارج.
وللإلقاء المزيد من الضوء حول تجربته الإبداعية كان لنا معه الحوار الآتي:
* يظل للبدايات ألقها في الوجدان، ويظل لها حنين خاص ما انفك يهدهد القلب بين حين وآخر. ترى ماذا عن بداياتك؟
– بدأت نظم الشعر وانا في بداية المرحلة الثانوية وكنت أعرض ما أكتبه على أستاذي في المدرسة الأستاذ الشاعر أحمد نصرالله والأستاذ محمد موسى جابر وبعد ذلك أستاذي الشاعر علي البتيري. وكانوا يوجهوني في هذا المجال وبعدها درست اللغة العربية وتخرجت في الجامعة عام 1977 وكنت انشر في بعض الصحف في الأردن ولبنان واليمن حتى سنحت الفرصة وقررت طباعة دواويني فكان الديوان الأول عام 2004، وتابعت بعدها وصدر لي حتى الآن عشرة دواوين.
* لطالما ارتبط الأدب عموما، والشعر بخاصة، بمهمات كبيرة، أو جليلة، أو سامية، ترى في ظل ما تواجهه مجتمعاتنا العربية من تحديات جمة في الراهن، هل ثمة مهمة ما تنتظر أن تحققها قصيدتك؟ أم هل ثمة مهمة تنتظر أن تحققها أنت من خلال قصيدتك؟
– لا شك أن الشعر يرتبط بمهمات كبيرة وجليلة فالشعر كما نعلم هو ديوان العرب الذي وثق ويوثق لتاريخ الأمة ولا ينفصل عن قضاياها فلا بد من أن يكون الشعر المقاوم في ظل ما نمر به من الأولويات وهذا ما نراه في كثير من الشعر الغربي وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر محمود درويش وسميح القاسم وغيرهم وانا لي ديون (عندما يغني القلب) يتغنى بالنضال ويدغدغ مشاعر القلب والأحاسيس. كما أن الشعر يجب أن يكون موجها للأجيال في شتى مناحي الحياة وموجها وناقدا لما يجري في المجتمع من تجاوزات. وهذا ما أصبو إليه.
* تتعدد أشكال القصيدة العربية الحديثة (العمودية، والتفعيلة، والنثر، وربما ثمة غيرها الآن)، ولكل شكل من هذه الأشكال مريدوه، فأين تقف من هذه الأشكال؟ ولماذا؟.
– في الواقع أنا من أنصار القصيدة العمودية وإن كنت قد كتبت العديد من القصائد بالشعر الحُرّ ولكن لم أكتب قصيدة النثر إطلاقا فأنا أشعر أن القصيدة العمودية بموسيقاها العذبة هي غاية وصورها الرائعة في الجمال وترتاح لها الأذن وبذلك عندما نكتبها فنحن نحافظ على الأصالة في الشعر العربي. مع احترامي وتقديري لرأي الزملاء الذين يكتبون الشعر بكل أشكاله.
* لطالما تدخلت (أو تعاشقت) صورة المرأة بصورة الوطن وصورة القصيدة، في الشعر الحديث، فهل ترى هذا أمرًا إيجابيا يزيد من توهج القصيدة، أم سلبيا يوقع القصيدة في العمومية والكلام المُعاد؟
– في الواقع إن هناك بعض القصائد لا تكاد تميز أن المقصود فيها المرأة أو الوطن؛ لأنها تفتقر إلى ذكر القرائن أو بعض ما يشير إلى المقصود. وبعضها يشير إلى ذلك ويوضح المقصود فنلاحظ أن قصيدة بلقيس للشاعر المرحوم نزار قباني جمعت بين زوجته بلقيس والوطن والسياسة.
وفي قصيدة ابن الفارض حيث يقول: بروحي من أتلفت روحي بحبها/ فنان حمامي قبل يوم حمامي. نلاحظ في الوهلة الأولى أنه قصد المرأة ولكن عندما يتابع انه في الحج الطواف حول الكعبة يلبي باسمها أزال الشك ونعرف انه قصد الذات الأهلية في شعره الصوفي وهناك أمثلة كثيرة.
* ماذا عن النقد في العالم العربي؟ هل تراه مواكبا للحركة الشعرية؟ وهل تراه قد تناول تجربتك بشيء من الإنصاف؟
– الواقع أن النقد قد تراجع عن المتابعة والمواكبة للشعر وعمل به بعض مَن هم ليسوا على قدر من المعرفة والمسؤولية حتى دخلت فيه عند البعض ولا أعمم المحسوبية إرضاء للشخص على حساب النص.