قصيدة صواع الملك / للشاعر أنس الدغيم
خبِّئينا فنحنُ خُبزُ الجِياعِ
لزمانٍ ما فيهِ غيرُ الضِّباعِ
والبَسينا يا أُمَّنا الأرضَ ريشاً
لجَناحَينِ آذَنا بالضَّياعِ
فحَرِيٌّ بآخِر الدَّمعِ أنْ لا
يكشفَ السِّرَّ عن دُنُوِّ الوداعِ
وجديرٌ إذا طمى البحرُ أنْ لا
يكسِرَ الخوفُ أُمنِياتِ الشِّراعِ
كُلَّما قيلَ يا مجانينُ صَبراً
هتفَ الصَّبرُ: ليس بالمُستَطاعِ
جُرحُنا جُرحُنا فكيف نُداري
وجَعاً لا يُقاسُ بالأوجاعِ؟
ليس في خيمةِ امرئ القيس خمرٌ
كان يكفي لرَدِّ صاعٍ بصاعِ
ما لِجسّاسٍ بنِ مُرّةَ طَوقٌ
أن يعيشَ الحياةَ عَيشَ الرَّعاعِ
نحنُ ضُقنا حتّى بِ (نحنُ) لأنّا
لم نعُدْ (نحنُ)، نحنُ سَقطُ متاعِ
إنّ بينَ الرومانِ والفُرسِ حبْلاً
يخنقُ الريحَ في رِئاتِ الضِّياعِ
يشنُقُ الحُبَّ في الخِيامِ لِكَيْلا
يتفشّى السّلامُ كالنَّعناعِ
كان لا بُدَّ مِن دَمٍ لا يُحابي
شرَهَ الذِّئبِ واحتيالَ الأفاعي
كان لا بُدَّ للحناجرِ منّي
ليموجَ الإيقاعُ في الإيقاعِ
أنتَ يا صاحبَ الفخامةِ ماضٍ
ناقصٌ، كاملٌ بألفِ قِناعِ
أنتَ لا شيءَ، ثَورتي كلُّ شيءٍ
حينَ تكفي لوقفةٍ كالقِلاعِ
لستَ أعلى ولستُ أدنى، لأنّي
أَبُ هذا الفضاءِ وابنُ ارتفاعي
لستَ جَوّا ولستُ قاعاً، أنا لي
هَيبَةُ البازِ في علوٍّ وقاعِ
أنا أَولى بثَورتي وبِناري
وغِنائي وقَفزَتي واتِّساعي
أذِّنوا كيفما تشاؤونَ إنَّ العيرَ
للهِ والصُّواعَ صُواعيْ
واحمِليني يا أُمِّيَ الأرضَ ماءً
للعَطاشى وحِنطةً للجِياعِ
حارِساً للبيوتِ مِن لِصِّ لَيلٍ
حارِساً للقُرى منَ الأطماعِ
حين تعوي الذئابُ لا شيءَ أبقى
مِن عَصاةٍ تلوحُ في كَفِّ راعِ