في ذكرى النزوح / الشاعر مصطفى السنجاري
لا تُفتِقوا دُمَلَ الجروحِ
فتفيضَ بالأوجاعِ روحي
حلَّفْتُكم بإلهكم
لا تُذْكِروني بالنزوحِ
بصبيحةٍ جاءت على
سنجارَ مثلَ جنونِ ريحِ
والموت لوّنَ وجههُ
كالحقد في وجهٍ قبيحِ
من ذا الذي جعل الصباحَ
يُرى بلا وجهٍ صبوحِ
والشمسُ خجلى في المدى
وخيوطها بالشؤمِ توحي
جاء الظلامُ على الضياءِ
وباسم الاسلام السموحِ
قامت قياماتُ الأسى
أمسى الطموحُ بلا طموحِ
والناس لاذوا بالسفوح
كأنّهم طوفانُ نوحِ
الإبنُ عافَ أباهُ إذْ
يئسَ السقيمُ من الصحيحِ
وصراخُ أطفالٍ به
يشكو السفوحَ إلى السفوحِ
ولقد طَويتُ على طوىً
طيّاتِ طَودٍ كالصروحِ
والناس حولي يُنزَفون
كما الدماء من الجروحِ
واليأسُ في وجه الملا
يشكو محمّد للمسيحِ
فلكم تمنيت الرّدى
والأهلَ في ركنٍ مريحِ
لو كانَ موتي جُنَّةً
لهتفتُ أينكَ يا ضريحي