في ذكرى مولد الهدى صلى الله عليه وسلم / الشاعر عبد القادر مراعبة
يا سيِّد الثَّقلين..
الكامل
يا سَـــيّدَ الثَّقَلَــينِ يا علَـــمَ الهُدى
لَــمْ تعرفِ الأكـْـوانُ غَيـرَكَ سَـــيّدا
صَـــلّى عليــكَ اللّهُ يا خَــيرَ الوَرى
وَحَـباكَ مَجْــداً في الأنامِ وَسُـؤدُدا
أَوفــاكَ مِــنْ طَــــيفِ السَّماءِ إنارَةً
قَتَمُ الظّـــلامِ مِـــنَ القُلــوبِ تَبدَّدا
فَرسَـــمتَ في دَربِ الخَـليقةِ سُنّةً
وَأنَــرتَ نَهـــجاً لا يـواريهِ الـمَــدى
أنتَ الشَّـــفيعُ إذا الذنـوبُ تَراكمتْ
أنتَ النَّـصـــيرُ إذا المصــيرُ توقّـدا
وَكفـــاكَ فَخْراً أنّ شَــأنَكَ يَعْــــتلي
فَتَراهُ فـي حِـــضْن الجَلال مُوسَّدا
حَـــتى إِذا ذُكِــــرَ الإلــهُ بحَـــضرةٍ
ذَكَـــروكَ يـا حِــــبَّ الإلـه ممـــجَّدا
أُعطَـــيتَ من شَــرفِ النبوّةِ رَهبــةً
أن صِرتَ في سِــفرِ الخلودِ مُجدِّدا
أرسَــيتَ في فلَكِ النُّفوسِ سَماحةً
أنقـــذتَ مِـنّـــا تائــــهاً وَمُشَـــــرَّدا
فَنرى الحَــيارى في حِماكَ تَوحَّدوا
وابنُ الضَّـلالَةِ ســارَ نَحوكَ واقتَدى
والأرْضُ صــارتْ بَعـدَ رِجْـسٍ غابرٍ
وَشَـــقاوةٍ سادتْ حِـماها مَسْــجدا
شَــــرفُ النبوَّةِ في القُلـوبِ مِدادهُ
خَـــطَّ القلــوبَ بنــورهِ وتجَـسَّــدا
يا ســـــيدَ الأكـــوان ِ أنـت مآلُـــنا
لا لنْ يكونَ الكــونُ ُدونك أســعَدا
لــنْ تنعـــمَ الدّنيا بغَــيركَ ســـاعةً
والكـونُ دونـك لَنْ يكــونَ مُوحَّدا
حَقــدوا عليكَ أيا حبيبُ وأسهَبوا
وتمَــرَّدوا فَـــوق الفجــور تـمــرُّدا
لكنَّــــــهم لا يعلمـــــــــونَ بأنّــــنا
زدنا بصـــــدقٕ للحَـــبيب تَشــدُّدا
يا حاقدون على الحبيب رُويدَكُم
بئستْ صَحائفكم وساءتْ مَوردا
من ســخّرَ الأقــلام تهـــزم عـــزّةً
ســيـسيرُ يــوما للجـحيمٍ مُقــيَّدا
يا من نَشرتَ العدلَ نورا ظــاهِراً
وجعلتَ منْ بَيْت الضلالةِ مَعْبدا
أوْفَيـتنا شِــيمَ الـوفــاء وزدْـــتَنا
من فيــضِ حــبّك للأنــامِ تـودُّدا
ما خابَ من خــلع الرذائل نادمــاً
وأعَــدَّ ثــوباً للطّـــهارةِ وارتــدى
فالحــمدُ للّــه العظـــيمِ بفضـــلهِ
أحياكَ مَحموداً ودمــتَ مُحــمّدا