(المسبحه) ( قصه قصيره ) / الشاعر نعيم عبده جويلس
اينما يذهب ترافقه المسبحه ذات الحبات البلوريه والسلسله الطويله الباعثه تكتكات محببه رتيبه ....
اغلب اصحابه جددوا موبايلاتهم لحديث وهو احتفظ بموبايله العادي القديم البسيط ذو الضوء البسيط
...لا يحب التعقيد ....هكذا هو ....وعمله ينتهي بوزارة الثقافه الساعه الواحده ظهرا تنقطع علاقته بالعمل الى الغد ....
لم التجديد ....من البيت الى الوزاره ....
امام اصرار زوجته اشترى لها موبايل حديث غالي به وسائل اتصال مختلفه
.....اغلب وقتها تلهو به وترد وترسل وتصور وتسجل واحيانا لا تسمعه لانشغالها الدائم بموبايلها....
ذهبا الى المطعم ....اليوم عيد زواجهما ...طلب اصناف الطعام التي تحبها زوجته ويحبها ايضا
....عندما انتهوا من الطعام وطلبوا القهوه ذهب الى المصلى بنفس المطعم ليصلي المغرب اذ انه لن يستطيع الصلاه بالبيت
بعد المطعم وسيؤذن العشاء وذهبت زوجته للتواليت لتصليح الماكياج ..عادا في نفس الوقت تقريبا ...لم يبق الا طلب الحساب
وارتشاف باقي كوب القهوه اذا لا زال في مكانه ...والتفت لزوجته التي كانت توبخ النادل .....موبايلي وموبايل زوجي
تركناهم على الطاوله..ومسبحة زوجي ايضا ...والنادل المسكين يقول لها ببراءه ....
سيدتي نحن بعد ان نرفع الاطباق نرفع ايضا غطاء الطاوله بكل ما فيه ....
واين تضعون غطاء الطاوله بما فيه ؟؟؟
نرميه بسلة المهملات اجابها بخوف .
ابحث بسلة المهملات ربما موبايلي وموبايل زوجي ومسبحته هناك ..لاننا تركناهم على الطاوله عند توجهي للحمام وزوجي للصلاه ...
عفوا سيدتي سلة المهملات القوها بالحاويه وقبل ٥ دقائق حضرت حاوية البلديه وغيرت الحاويه ....اسف ...ثارت الزوجه وقالت لزوجها
الا تقول شيئا ...موبايلي وموبليلك ومسبحتك
راحوا مع الزباله ....قال بهدوء من طبعه ...موبايلك كان شيء زائد بحياتك وموبايلي لا يلزمني وثمنه ٦٠ شيكل والمسبحه لم تظل على الطاوله
عند ذهابي للصلاه التقطتها ووضعتها بجيبي ....هذه هي ..واخرج مسبحته ذات الحبات البلوريه والسلسله الطويله من جيبه ولوح لها وللنادل بها بظفر وطمأنينه.