ذو الوجهين / شعر: د.وصفي تيلخ - الأردن
كم صـاحبٍ في النفس كنتُ أظنّه
.......................................... ... لي كالشقيقِ وأنّه لا يلْـــــــؤمُ
أرجو له كلّ السعــــــادة مخلصاً
............................................ ... وإذا ينـــــــالُ شقـــــــاوةً أتألّم
ومتى تبيَّنَتِ الأمــــــــور وجدته
..................................... ... في طبعــــه ملَقٌ يغُشُّ ويُـوهِِم
فإذا أُصِبْتُ تكشّفتْ أحقـــــــــاده
............................................. وبَدَتْ عليـــــه شمـاتةٌ لا تُفْهَم
يا صاحبي إنّي كشفتكَ فارعوي
........................................ ... ودََعِ النّفــــاق فإنّ ذلك أســـلم
إنّي وأنتَ كما علِمْتَ فواحــــــدٌ
........................................... ... يبني لصـاحبه وآخـــــر يهــدم
لا يستوي الرّجُلان ؛هذا مخلِصٌ
............................................... أبـــداً بصُحْبته وذلك مجــــرم
بئس النّفـــــاق سجيّةً ممقـــوتةً
.................................. ...كالداء يسري في النفوس فيُسْقِم
لا تأمننّ منافقـــــــاً لدقيقــــــة ٍ
............................................ إنّ المنـــــــــافق قد يضرّ ويؤلِم
يُبدي المـودّةَ كاذبـأً ومخادعــــاً
........................................... ... لكنّــــــــه أبـــــــــداً يكيدُ ويَكتُم
لو كان يمكنُ أنْ ترى أسـراره
......................................... ... لرأيتَ نارَ الحقد كيف تَضَــــرّم
لرأيتَ صدْراً في الحقيقةِ مظلماً
.................................... ... ورأيتَ وجهـــاً في المقابل يبْسِم
ولَراعكَ المكنونُ داخل صــدره
.......................................... ... وبُهِرْتَ ممّـــــا لا يبـوحُ ويزعم
فإذا حضرْتَ سمعتَ حلْوَ حديثِه
........................................... ... وكأنّـــــــه من نشــــــوةٍ يتــرنّم
أو غبتَ جاءكَ منه ما لا تشتهي
....................................... ... فحديثــه في الغيْبِ مـــــرٌّ علقم
وإذا أتاكَ لِحــــــاجةٍٍ ,يسعى لها
............................................ كالحيّة الملســـــــاءِ بل هو أنعم
وإذا جلستَ اليه تطلبُ نُصْحـــه
........................................... لوجدتَه في نُصْحـِـــــــــهِ يتلعثم
وإذا تحدّث بالنميمــــة يومَــــــه
...................................... ... كالسّيل كان لســـــــانُه لا يُلْجَـم
ولشدّ ما تؤذيهِ راحـــةُُ جـــــاره
................................... ... فيظلّ مهمومـــــاً يدُسُّ وينقِـــم
وإذا رأى ما قد يســــــرّ صديقَه
..................................... ... فلطعنــةٌ أحنى عليـــــه وأرحـم