في فترة ما كان لها تأثير فاق تأثير الميج وأخواتها.. إنها الحجارة..هذا هو الطفل الفلسطيني...
شكرا إلى الحجارة
طفل على السفح فوق الواد والجبل
ترنو له العين في شوق وفي امل
جارت عليه لياليه فما رحمت
تلك البراءة يا للظالم الجلل
حقد دفين من الأعداء يلقاه
يحارب الغدر في جدّ بلا ملَل
عيناه مذ بصرت لم تشهد الفرحا
تمردت.. لفظت معاقل الذّلّ
لم يعرف اللهو في عمر الصبا ابداً
واللعْب فارق في الترحال والحلّ
وما اشترى أبداً في عيد مولده
ثوبا جديداً ولم يفرح كما الطفل
الجوع يعشقه في كل نائبة
ما حنّ يوما إلى شرب ولا أكْل
حامي الذمار شجاع في نوازله
سلاحه العزم والايمان في العمل
حتى الحلاوة لم يعرف لها طعماً
ولا مُسَمّىً وقد يرتاب في الشّكل
والنوم في الليل محظور لعينيه
وإن تأرّقَ ظنّينٌ وفي الغزل
سمعته يشتكي من ظلم عزوته
ويستغيث ينادي: صحبتي أهلي
فلا مجيبٌ ولا مُصْغٍ لصرخته
فصرخة الفجر لا تسري إلى الليل
يا ابن الثريّا ألا تعلم بأنّهُمُ
صُمّ الأذون وما في الدهر من خلّ
يا ابن الكرامة لا تحزن لصمتهمُ
مهر العفيفة في عصر الزنا غالي//