أسماء في الذاكرة/12 خليل توما / الاديب محمود شقير
شاعر ونقابي ومناضل حزبي ملتزم.
محبٌّ لرفاقه وأصدقائه، وفيٌّ لأسرته وللحزب الذي انتمى إليه وناضل في صفوفه سنوات طويلة، خلوقٌ مهذّب تألفه من اللحظة الأولى. انقطع عن كتابة الشعر في فترة ما بعد أن أخذه النضال السياسي ضد الاحتلال بعيدًا من الشعر، ثم عاد إليه بنضج أكبر وأفق أوسع وقدرات أكيدة.
كنّا معًا في سجن بيت ليد عام 1974 بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شنّتها سلطات الاحتلال ضد الحزب الشيوعي والجبهة الوطنية الفلسطينية، وبعد عشرة أشهر من الاعتقال الإداري أبعدتُ من المعتقل إلى لبنان، وبقي أبو فادي أشهرًا أخرى في المعتقل، ثم أُفرج عنه ليواصل نشاطه في قيادة نقابة عمال الفنادق في القدس، ثم متفرغًا للعمل في الترجمة الفورية، ورئيسًا للجنة المراقبة المركزية في حزب الشعب (الشيوعي سابقًا).
كان أبو فادي مقيمًا في مدينة بيت جالا، لكن القدس كانت ميدان عمله الوظيفي والنقابي، وكنت أتساءل وأنا أرى جثمانه الطاهر مسجّى في إحدى كنائس بيت جالا: كيف كانت القدس في قلب الشاعر خليل توما وهو يغادر دنيانا؟
نعم، كيف؟