الى والدي في ذكرى استشهاده / للشاعر العروبي لطفي الياسيني
اعوذ بالله مما كنت...... خائفه
فهو الكبير له الاحكام والصور
وخالق الشئ كيما شاء ياخذه
فيامر الشئ كن فالشئ يندثر
مهلا اباه وكن بالله معتمدا
لا تياسن مصير الكل مفتقر
* كل ابن انثى وان طالت سلامته*
لا بد فان...... اذا ما جاءه القدر
فالموت كاس وكل الناس شاربها
والقبر باب..... اليه الكل ينحدر
ما نحن الا ضيوف في منازلها
لا بد يوما نراه ان اتى الامر
غدا نقيم بدار ليس يعلمها
الا اله الورى رحماك يا قدر
كفوا البــكـــاء على ميت فان به
عذاب صاحبه فالميت يستعر
لا شئ يشفع غير الذكر يؤنسه
يس تكفي له والشفع والوتر
فاتلوا عليه ففي اياتها عبر
من استعاذ بها ما مسه ضرر
فيها من السر والاسرار يعلمها
رب البرايا بها الانوار تنتشر
ولفظه الاعظم المكنون داخلها
استغفر الله لو افشيت اعتذر
لا يعلم الغيب الا واحد احد
هو صاحب الملك والملكوت مقتدر
غدا يداك ستشهد ما فعلت بها
وينطق البكم اذا يستنطق الحجر
والعمي تبصر نورا لا مثيل له
بقدرة الله اذا يسترجع البصر
ما كدت اقرا نعي الاهل فارتعشت
مني الانامل حتى هاجني الخبر
فقمت توا الى القرطاس احضنه
املي عليه بما تملي به الفكر
فانني مؤمن بالله حكمته
لا اعتراض على الاحكام فاعتبروا
بكيت حتى سكون الليل دغدغني
فقال يكفيك زاغ العقل والبصر
فقلت ابكي حبيبا غاب عن نظري
فكيف بالله لا ابكيه يا قمر
مذ غاب عني وعيني لم تنم ابدا
لا طاب نوم ولا اجدى بي السهر
ولا شعرت بافراح تواكبني
ما هاجني نغم او هزني وتر
خرجت للقبر كالمجنون اتبعه
اسائل القبر ان يحنو بمن عبروا
اجاب ما جاء الا واحد شيخ
تحيطه الحور والكافور ينبهر
شيخ جليل رحيق المسك خالطه
ملائك العرش يوم الدفن قد حضروا
رجعت للبيت والخطوات تسبقني
اعارك الحزن حتى هدني الضجر
اسائل الله عل الله يسعفني
وينجلي الهم والماساة تندحر
سمعت صوتا بجنح الليل يهمس لي
لطفي تادب قضيت الامر ذا قدر
فقلت سبحانك اللهم مغفرة
اذا تطاولت اني جئت اعتذر
باسمك الله قد سبحت فارحمني
بك استجير بفضل منك ينهمر
اني جننت فهل من مات يرجع من
تحت الترائب من زعموا فقد كفروا
* اني مع الله لا اعصي اوامره
فحكمة الله لا يدري بها بشر
والله يا صاح علم الغيب لا احد
يدري سرادقه شمس ولا قمر
حذار بالغيب ان تنبوا بعارفة
فالله يعلم ما يخفي لنا القدر
عودوا الى الله عل الله يرحمنا
ويشرح الصدر والاهوال تنحسر
ما انتم وحدكم رزئت منازلكم
بل كل بيت هنا قد مسه كدر
لو مؤمن قال لو هزته نائبة
ربي مجيري لزال الغم والضجر
او مؤمن قال باسم الله صادقة
ومشى على الماء جف الماء يا بشر
لكنما نحن اثرنا الحياة على
دار الخلود فماذا بعد ننتظر
---------------
للشاعر العروبي لطفي الياسيني