(( في مسرح الصمت العربي ))
ثغــر الــرُّجـولــة ... كبَّلتْــهُ سـَـلاســلُ
وتَحطَّمــتْ ... قـدسيَّـةٌ ... وفَضَـائــلُ
وغَفَــتْ ضَمــائِــرُنـا بــأقْبيــة الخَنـَــا
فَمَشَـى علـى أنْــفِ الأصَـالـةِ سـَـافــل
وتَعفَّـــرَ الشَّـرفُ الــرَّفيــعُ .. مَهَــانـــةً
واسْتــوْطَنـَــتْ دَوْح النَّقــــاءِ رذائـــل
واستَعمَـــرَتْ ألَــقَ العقــولِ جَهــالَـــةٌ
وتُـداسُ فـي حَــرمِ الجـدود شَمَـائِــلُ
قــف بـي فَلَسـْـتُ مُبــالغــاً بمَقـَـالتـي
إنَّ البـــلاءَ علــى العــروبــةِ شــامــل
مــن أيــنَ أبــدَأُ .. والبــدايــةُ عَلْقَــمٌ
الحــبُّ يُشْنَــق .. والتَّصَــدُّعُ هــائــلُ
مِــنْ مَغــربِ العُــربِ المُغَيَّـبِ عنْــوَةً
أمْ مِــنْ خليـجٍ فـي الجهــالــة رافــل
أمْ مِــنْ طــرابلـسَ الممــزَّقِ ثــوبهـــا
أمْ مِــنْ عِـــراقٍ دَمَّــرَتْـــهُ .. نــــوازل
وأُسَـفْ لمِصرَ فَقـَد تهـافَـتَ صَـرحُهـا
والمـوتُ في يَمَـنِ الأصَـالــةِ صَـائِــلُ
أمــا الشــآمُ .. فمـا أقــول بــوصفهــا
البـوح يصهــل .. والحـروف ثـواكــل
هـي جنَّــةٌ سُحِقـتْ وهجِّــر طيـرهــا
لـَـمْ يَبــْقَ فيهـــا .... للنَّضَــارِ دلائـــل
والقـدس في سـوق النِّخـاسـة سلعَـةٌ
ويبيعُهــا عنـــدَ الظَّهيــرة .. قـــاتـــل
هــذا أنيــنُ القهــر .. يصفــعُ سَمْعَنــا
والجَـرحُ ينْـزف .. والعيـونُ هـواطـل
أمَّـا مــآسـي اليُتْــمِ .. ضَـجَّ عَـويلُهــا
وتنــوحُ مِــن ألـــم المصــاب أرامـــل
الحــقُّ يُنْحَــرُ فـي مَسـالــخ جَهلنـَـــا
وَعَلَــى كَـــرَامَتِنـــا يُقَهْقِـــهُ بـــاطـــل
دَعني أفضفـض مـا يجـول بخـاطـري
مـا عُـدتُ أسْكـتُ والجمـوع غـوافــل
واعــْذر أبيَّــاً إِذْ .. يُخــالِــفُ شــائعــاً
فــالقــولُ يَخْــدَع واليــراعُ يُخَــاتِــلُ
لمَّــا لُجِمْنـَـا .. ضــاعَ كــلُّ .. مُقَـــدَّسٍ
طبــع السُّكـوت علـى الفجـور تنـــازل
الصمْــتُ يَفْتـحُ للهَــوَان ... طــريقَـــهُ
وَبـِــهِ إلـى قـــاع الخُنــوع مَــداخـِــلُ
يـاللعــروبـــةِ .. يُسْتَــذَلُّ شمــوخهـــا
وتُشَــادُ فيهــا .. للــرِّعــاعِ .. منـــازل
حَـربُ الطَّـوائـفِ قـد تسعَّــرَ جَمْـرُهــا
والعقــلُ مِــنْ هَــوْلِ الفجيعـة ذاهــل
الحِقــدُ يَعصِــفُ بـالــوفـاق معـربــداً
وتُـــدَكُّ عسفــاً لــلإخــاء .. معــاقـــل
يــا أمَّتِـي أبْصَـرتُ جَـرحـك صـارخـاً
أيــنَ النُّهــى أتغيــب عنـك مشـاعــل
كنَّـــا إذا مــسَّ الكــرامــةَ .. حــاقــدٌ
تهتــزُّ فـي عمـــق الشُّعـــور .. زلازل
واليـومَ صِــرنـا .. يستبـاح حـرامنــا
وَيَفُـضُّ أعــراض الحِمَـى مُتَحَـامِــل
المـــال يُسْـــرَجُ للطُّغَـــاةِ ... مطيـــةً
والأرضُ تُغْصَـبُ والـدِّمــاءُ سـَـوائــل
نبتــاع مِــنْ بيـت الــدَّعــارَةِ أَمْنَنــــا
ونُــرِيــقُ عِـــزَّتنـــا ليَسْمُــوَ عــاهـــل
ونهيـبُ بـالأوغثـاد صَـوْنَ عــروشنــا
إنَّ التَّفـاخــر بــالغــريـب ... تخــاذل
حـطَّ الصَّقيـع علـى غصـون غبــائِنــا
لتقــامَ فـي مُقَــلِ العيــون مَحــافِــل
أيــنَ المَسَــارُ ?? ولا تلــوح نهــايــةٌ
هَلْ غـابَ مِنْ نسل الشعـوب مناضـل
سقــطَ الجميــع ولــمْ تهــبَّ حميَّـــةٌ
وَلَــدَى النِّيــافــةِ للــدفــاع جحـافــل
الكــلُّ يَطْعــنُ بــالعــروبــة شــامتـــاً
غــابَ الإبـــاءُ فهــلْ تَنــوبْ بــدائـــل
إنَّ التَّصــدُّعَ فـي الشُّعـــور مصيبـــةٌ
ومــآلنـــا ... للعـــالميــنَ ... مهــــازل
لا تحسَبـوا بَـوْحِـيْ تَحَــدُّثَ يــائــسٍ
إنِّــي بــأبنـــاء العـــروبـــة ... آمِــــلُ
يــا دارُ صَبــْراً فــالمَصــائـبُ تنجلــي
وسَتَحصُـدُ الأحـزانَ فيـكِ منــاجــل
عــربيَّـــةُ الأمجـــادِ أُسِّــسَ عــزُّهَـــا
بـِــدَمِ الشَّهــادةِ .. قَــدَّمَتْـه قــوافــل
يــا أمــةً نَبـَـتَ الهــدى مِــن أرضهـــا
وبِهَـــا لِغـَــارِ الفَـــاتحيــن مَشَــاتـِــلُ
المجــدُ صِنـْـوَكِ .. والكـرامـة فِطْــرةٌ
واللــهُ فـي قـرآنــه ... لَــكِ كـَــافـِــلُ
تحيتي وتقديري/ غياث عياش