أيها المأفون
أيها الساعي إلى الذلّ المهيــن
قد هديناك إلى الحقّ المبيــن
قد طغى من سار درباً دون عزّ
أيها الشاري بخيساً بالثميـن
قد خسرنا أرضنا بالذلّ دومـاً
وخسرنا عزّةَ دنياً وديــــن
فإذا ما خُلّد الأقزام يومـاً
لم تكن منهم بعلمي ويقينـــي
أيها الجاثم فوق الشهـــــــــداء
قد شربت الدمّ في اليوم المُشين
قد تعاميت عن الأشراف فينا
ودفنت الرأس في رمل المنون
وتهاديْت كطاووس تنحـّــــــى
وأبيت العيش ليثاً في العرين
ثم دست القادة الأحرار غيــِلاً
وركلْت الخيّرات من القرون
وتصاغرت كذرٍّ ليس يسعـــى
ورششت الذرَّ في كل العيـون
لكنْ التاريخ لا يحوي ظـــلالاً
سيرة الخائن ما ضمّت جفوني
أسِنٌ تاريخنا؟! ليس صحيحـاً!
عطره فاح ابتداءً بالأميـــن
وصلاح الدين فينا مستنـــــارٌ
ذكره باقٍ لنا طول السنيــن
أيها الفاتح فينا ألفَ جـــــرحٍ
قد عفوناك من الفتح المبيـن
فِعلةٌ زلّتْ بها الأقـدام كِبْــــراً
فتهاوت أمّتي بين الظنـــون
عُدْ لأشرار الأنام المجرمينــا
حافلٌ تاريخهم عبر السنيـــن
بالخيانات ونكران العهـــــود
غدرهم أسبق من لحظ الجفون
أيها المأفون لا تأمنْ لغــــدرٍ
وتنحّى عن مضاريب الجنون
فالأباطيل التي قد زوّروهـــــــا
نسجوها من خيالات الفنــون
صيحةٌ من بين أفواه اليتامـــى
وركام النسف تغدو لليقيــــن
هذه سنَّة الأعداء دومـــــــــــــاً
فتذكّرْ غدْرهم واذكرْ يمينــــي
إنني أقسمت أن أقضي شهيــداً
لن أهاب الموت أمضي للمنون
ليس يثنيني وربّ الكون شيءٌ
عن قتال الغدر لو شُلّت يمينـي
سأقاومْ بشمالي بكلامــــــــــي
بالإشارات إذا ضاعتْ لساني
سأقاومْ سأدافعْ عن مصيـري
بالحكايات إذا ما كبلونـــــــــي
◙ ◙ ◙
25/3/1979