بعد فراقك ذبل الياسمين (رثاء والدي)
والدي ما زلت باق في القلب والأذهان
رغم لوعة الفراق والآحزان
كل شيء في وجودك كان ضمن المتاح كالياسمين
أحلامنا أمانينا أغانينا تراتيل المساء ودفقات الحنين
بعد فراقك من روابينا ذبل الياسمين وهرم الآقحوان
وباتت تهرول بين أضلاع الصدرلوعة الفراق والأحزان
كل شيء بات محصورا وله أسوار وأقفال حتى دمع العيون
كل شيء تغير للأسوأ من هبوب الرياح لطرقات العابرين
لا يهمنا بعدك إن كانت الحياة مليئة بصوامع العابدين
أو يسيرالفرح في الطرقات يهذي بجنون العاشقين
أو الأيام يغشاها المرار ويرتديها شال من قطران
أو شرفات الفجر يغشاها نسيم الصباح معطر بالريحان
فقط أردت أن أعلمك أن
دمع أشواقي وحنيني لآهدابك حفرالأوجان
وكلي يسابق صهللة الأشواق ليضمك بين الأحضان
في عهدك كان الحلم لذيذا والآماني لها ألوان
في غيابك بات الحلم ذل وكل شيء مهان
فالخطب الجلل أوهن عظمي والكيان
وبين الآحشاء سكنت هامة الأحزان
ولا أجد بعدك من ينزع من الكيان
سهم الآوجاع ولوعة الفراق والحنين
بعد غيابك نضبت ينابيع الحب والحنان
وفراقك أحال الضياء إلى سواد ككحل العيون
عيني دمعها بات يسابق بعضها في إستباق
لا أصدق أنك غادرت الحياة فأنت ما زلت باق
في أذهان الجميع كفاكهة حلوة المذاق
شغلنا المصاب الجلل ولم تكفيك محابري والآوراق
فالدمع ما زال يغرق الروح وحشاشتي في إحتراق
آه يا والدي ما يطمئن روحي والمآق
أنك ضيف عزيز عند سيد الاكرمين ربنا الخلاق
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
الرئيسية 
