وداعاً يا حب
لا أكتب الشِّعرَ إلّا حين يكتبني
أما قرأتِ بعين القلب مأساتي
أنا بقايا محبٍّ , عاد منكسراً
وصلتُ للتوِّ من أقصى خساراتي
دفنتُ بين هضاب الحبِّ ذاكرتي
لكي أُواري , بلا حزنٍ حبيباتي
ماتت حروفي , وقد كفّنتُ قافيتي
كي لا تحنَّ إلى هيفاءَ أبياتي
غادرتُ معبدَ عشقي دونما أسفٍ
وعند محرابِه أطفأتُ شمعاتي
خسرتُ معركتي مع كلِّ فاتنةٍ
ياما خُدِعْتُ , وأنّ النصر بالآتي
حزني كحزن نخيلٍ حين ترجمه
كلُّ الحجارة , كي يرمي بتمراتِ
كالنهر يروي عطاشَ البِيد مغتبطاً
ولو يجفُّ , سيُملا بالنفاياتِ
يا أيها الحبُّ, كم تقسو على دنِفٍ
أضاء ليلَكَ مرّاتٍ , ومرّاتِ
كم كنتَ تسألني عن كلّ شاردةٍ ؟
لكلّ أُحْجيةٍ تلقى إجاباتي
أدْخلتُ فيكَ قوانينَ , التزمْتَ بها
في كلّ بندٍ من الدّستور, بصْماتي
إني أودّع روضاً , لا رجوعَ له
أغلقتُ قلبي , وقد نكّستُ راياتي
الحبُّ أكذوبةٌ كبرى , نعيش بها
لا يزهر الحبُّ إلّا في البداياتِ